الاثنين، 29 أكتوبر 2012

الإمارات: مثقفو الكذب والنفاق‎


المصدر راشد السويدي وطن

عودتنا الصحفُ الإماراتية المحلية بصورة شبه يومية، وكذلك بعضُ محطات التلفاز والراديو وبشكل متكرر، على أن تُطالعنا بكتاباتٍ لبعضِ أدعياء الثقافة، وبعض الأقلام الإماراتية وغير الإماراتية، فيها هجومٌ ظالم وبهتان وافتراءات، على نشطاء العمل الوطني والإسلامي الإصلاحي، من أفراد (دعوة الإصلاح). كما يظهر علينا هؤلاء في ندوات تم الترتيب لها بعناية من قبل جهاز المخابرات.
وهو أمر حدث في مناسبات وقضايا عديدة سابقة، وما زال يحدث دون توقف، ومنها (قضية المعتقلين الخمسة) قبل عام تقريباً. والآن قضية المعتقلين الأبرياء من رجال (دعوة الإصلاح).
ومما يؤكد كذبَ وافتراء هؤلاء الكتَّاب وأصحابِ الأقلام من أدعياء الثقافة، هو أنهم الشخصيات ذاتها التي تكرر مثلَ هذه الاتهامات ضد أي ناشط وطني يطالبُ بالإصلاح؛ سواء كان هذا الناشط ليبرالياً أو قومياً أو إسلامياً، وفي كل مناسبة يكون (جهاز المخابرات) طرفا فاعلاً فيها.
ومما يثير الاستغرابَ حول هؤلاء المثقفين والكتّاب هو كيفية وصول هذه المعلومات التي يَدَّعونها إليهم، والتي يُفترض أنها سرية للغاية!! فهل يمكن عدُّهم أبواقاً لجهاز المخابرات، يُجبرهم على نشر أكاذيبه كما يشاء؛ من أجل حفنة من مال أو مناصب أو امتيازات؟! أم أنهم (خلايا مخابراتية) نائمة تقوم بدورها عند الحاجة؟؟!!
كل هذا يثير علامات استفهام حول توغل (الجهاز المخابراتي) في كافة وسائلنا الإعلامية مِنْ حيث يعلم المسؤولون عنها أو لا يعلمون، وفي كلتا الحالتين فهم، وبهذا التصرف يؤكدون أنهم عَديمي المصداقيةِ، ومخالفين لأخلاقيات العمل الصحافي وللعهد العالمي للصحافة، وخصوصاً عندما يكتبون بلا موضوعيةٍ وبدون عَرْضٍ لوجهة النظر الأخرى.
وفي هذا الشأن نماذج أبواقٍ صارخة؛ منهم علي راشد النعيمي، فبعد أن فقد هذا الرجلُ مصداقيته على مدى سنين طويلة بين زملائه في الجامعة، ثم في وزارة التربية، وفي كلِّ مكان عَملَ فيه، حتى أصبح مثارَ سخرية واستهزاء عند مَن عمل معه! يُثبت هذا الشخصُ اليوم بأنه فاقد لصِدْقِه أيضا عندما يُرَوِّج لنفسه [زوراً وكذباً] بأنه كان عضواً في (دعوة الإصلاح) عارفاً بشأنها، وأنه يؤكد صِلات هذه الدعوة مع جهات أجنبية تتلقى منها الأموال وتنسيق الأنشطة!!!
إن (دعوة الإصلاح) هنا أكدت بوضوح وصراحة، بأن هذا الشخص المدعو: (علي راشد النعيمي) لم يكن في يومٍ مِن الأيام عضوا في هذه الدعوة، بل المعروف عنه، مِن قبل أكثر من عقدين من الزمن أنه كان في عمل ونشاط إسلامي شبابي آخر، لا يتفق مع دعوة الإصلاح في كثيرٍ مِنْ معطياتها وأهدافها وفقهها الدعوي المبني على المسالمة السياسية والاجتماعية .
وتحدت (دعوة الإصلاح) أن يأتيَ هذا الشخص بأي براهين مادية أصيلة وحقيقية حول ادعاءاته، وتؤكد الدعوة أن هذه الادعاءات ليست إلا تزلفاً للنظام السياسي، بهدف الوصول إلى تحقيق طموحاتِه الشخصية الحالمة بمكانةٍ وحظوةٍ خاصّة لدى صُنّاع القرار، [وقد حصل على بعضها قريباً] ولكنها، وبكل تأكيد، سيكون ثمنها عليه باهظاً؛ دينياً وأخلاقياً ومجتمعياً، وإنه بهذا الادعاء يكذب ويتحرى الكذب، ونحن خصماؤه أمام الله يوم القيامة.
وفي نفس سياق تلك الحملة التي يقودها جهازُ المخابرات على (دعوة الإصلاح) ظهرت علينا (ابتسام الكتبي) على شاشة قناة (البي بي سي) في تلك الصورة الهزيلة والمهزوزة، وبحالٍ كنا لا نتمناها لها؛ وذلك عندما حاولت الدفاع عن (جهاز المخابرات الإماراتي) بصورة غير مباشرة، لقد حاولت أن تكون متحدثة غير رسمية باسم الجهاز المخابراتي، ولكنها ظهرت بمظهر الضعيف المرتبك غير المقنِع، وغير المقتنع بما يقول، ربما لهشاشة وضعف موقف (جهاز المخابرات الإماراتي) ذاته، والذي لا يملك الجرأة في الخروج على الملأ برجاله المعروفين الرسميين لتوضيح الحقيقة المزعومة.
إن تصريحات (دعوة الإصلاح) لتؤكد بأنه مِنْ حق المجتمع أن يعلم الحقيقة كاملة، وتتحدى (جهاز المخابرات) السماح لأعضاء الدعوة في الحرية في طرح وجهة نظرهم على المجتمع ليكون هو الحَكَم، وتعتبر (دعوةُ الإصلاح) أن ما تقوم به بعضُ الأقلام المأجورة وبعض المثقفين المنتفعين بما يُرمَى إليهم مِن مالٍ أو مَنصب، والمتسلقين بنفاقٍ لإرضاء البشر بالباطل، إنما هو خيانة لله، ولدينه، ثم خيانة للوطن بشعبه وحكومته، وكذلك خيانة لمهنة الصحافة والقلم الحر.
وهذان النموذجان غَيضٌ مِن فَيض مما تطفح به الصحف والقنوات الإعلامية ووسائل التواصل المعاصرة، من هؤلاء الكتّاب الذين خانوا ضميرهم، وهم أدرى بالحقيقة، حيث إن بعضهم كان في سياق الخير والدين، ولكن غلبت عليهم شهواتهم وحبهم الدنيا فآثروها، وقدّموا الدون والدَّنِيَّة على الحق والمبادئ العظيمة، يصدق عليهم قول الله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ}.
كنا نتمنى من هؤلاء الكتّاب أن يرتفعوا إلى المثل العليا ويقفوا مع الحق، وإن لم يستطيعوا لعجزهم، فلهم السكوت، فإن الصمت في حال العجز، أحق وأولى من التمادي بالثرثرة في نُصرة الباطل ونصر الظالم. فلا تبيعوا مبادئكم أيها الكتّاب. وكفاكم التحريض بلا دليل ولا برهان، وكفاكم الوقوف مع الظالم المفتري، فإن الله يمهل ولا يهمل.
وعسى أن يهيئ الله من يقاضي هؤلاء المرتزقين والمتسلقين على حساب التهجم على (دعوة الإصلاح) وعلى حساب حرية وكرامة المواطن الإماراتي، ويلاحقهم وفق القانون والدستور.
ولقد أكدت في جميع بياناتها السابقة (دعوة الإصلاح) أنها ستبقى وفِيَّة لوطنها الإمارات، حكومة وشعباً، وساعية في نشر الفضيلة والخير والإصلاح المجتمعي المتكامل، بكل حكمة ومسالمة، والله من وراء القصد {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}

راشد السويدي احد افراد دعوة الاصلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق