الجمعة، 10 أغسطس 2012

لنجعل العيد عيدين..






الكاتب: جاسم راشد الشامسي

يعلم الله أن لدينا في الوطن كثير من الحب والرحمة,الأمر الذي جعل قيادة الوطن تعتمد الإفراج عن مئات السجناء,وجلّهم ممن تورطوا في قضايا مدنية وجنائية, الأمر الذي يسوقنا إلى
السؤال:أليس من المناسب كذلك في هذا الشهر الكريم أن  تمتد تلك المعاني إلى عشرات المواطنين الأبرياء المعتقلين دون تهمة واضحة ولا حكم قضائي.

المشهد الأهم  هنا ونحن نتحدث عن 51 معتقلا  في الإمارات أو كما ينعتهم البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بأحرار الإمارات,أنهم اعتقلوا واحدا تلو الآخر قبيل رمضان , فقفز عددهم من 13 معتقل إلى 51 خلال اسبوعين فقط, وفرض عليهم اعتكاف جبري في شهر اشتهر بالاعتكاف الرباني.

اجتمع أهالي المعتقلين وأصروا على الثبات وتحمّل وحشة  الفراق وممارسة رياضة الصبر,وتواصلوا ليواسي بعضهم بعضا,ويتجاذبون مفاهيم الإبتلاء والصبر والدعاء , يشغلهم سؤال ليس له جواب :ما سبب اعتقال أبنائنا وأزواجنا وآبائنا؟ بخلت عليهم السلطة بالجواب! فسكبوا دموع الضيم على مائدة الإفطار اليتيمة, وغمسوا حرقة الشوق بماء الأجر كي تحتسِب القلوب,وهاموا بالدعاء لرب الكل بأن ينقذ الكل.

ليس من البطولة ولا الوطنية ان تعتقل مُتّهما في انتظارتفصيل التهمة, وليس من العدل أن تكبّل مواطنا 4 أشهر لتكتشف بعدها أن هناك اتهام نسجه خيالك! فأصبحنا مابين خليتين خلية  صانعة وتمثلها السلطة الأمنية والنيابة العامة والقضاء, وخلية وَهميّة إجرامية خائنة يمثلها مواطن لاحول له ولاقوة!! والأمر المثير في الأولى أنها لم تتتقن الصناعة جيدا , والأخرى لايعرف حقيقة ظروف أعضائها ولايفك أسر محاميهم المعتقل ليدافع عنهم!.

يشعر المرء بالغثيان إزاء الظلم والقهر الذي يرتكبه الإعلام المسيس والنيابة العامة وبعض الكتاب والمسئولين المستأنسين,ذلك لأنه يقف على سيل من التهم والتخوين وحرف الحقائق, دون مسوّغ لهذا الإتهام يقنع الشعب ,الأمر الذي يعقب ذلك الغثيان صداع  عنيف إزاء ما تمارسه السلطة الامنية.

مايبعث على الألم والحسرة أن الحكمة لم يعد لها ريادة عند عدد من أفراد السلطة , وأضحى الخطأ مكان الصواب , وتجلّت معالم العنف والتسرع والإتهام والعبثية ,الأمر الذي  صيّر كل من يدافع أو حتى يطرح مبادرة حرة للحوار خائن سفيه يستحق لعنات الدنيا والآخرة ,ذلك لأنه عاق ومارق,أومجرد مغرّد لزم اسكاته.

يجب ألا نتنازل عن دستور وقوانين الدولة فهي الفيصل والملزمة للكل رئيسا أوعاملا , الأمر الذي يدفعنا للوقوف بقوة إزاء كل من يتهاون بحق قوانين الدولة وماتكفُله من حقوق
للمواطن والوافد على سواء ,وأشرف مافيها تلك المواد التي تجرّم استعباد الفكر والجسد,وتتبنى شروط المحاكمة  العادلة والنزيهة لكل متهم .

يقول مصطفى الرافعي الكاتب والأديب المبدع المتوفى عام 1937 :”فسبيل في كل مملكة شرقية ,أهل الرأي من كل مدينة فيها بين عالم وأديب ومحام وسريٌّ(شريف), ومن كان بسبيل من هؤلاء , فيجعلوا لمدينتهم دار ندوة للاجتماع والبحث والمشورة, وقول “نعم” بالحجة وقول “لا” بالحجة, ثم يعلنون ذلك في جمهورهم وينزلون من منزلة الاستاذ والأب
والصديق في تعليمه وهدايته وإرشاده, وتتصل هذه الدور في كل مملكة بعضها ببعض, وتنتهي بالمجالس النيابية, وبغير ذلك لا يملأ الفراغ الذي نراه خاويا بين الشعب
والحكومة,وبين الكبراء والجماهير, وانما اكثر مصائبنا من هذا الفراغ, فهو الذي يضيع فيه مايضيع فيه,ويختفي مايختقي”.انتهى

تلك المجالس أجدر من يرسمها عيد الفطر السعيد, الذي تتبارى فيه معاني صفاء القلب والعقل واليد, فالمشاعر تسوقنا إلى التواصل مع الأهل والأحباب , والفكر يبدع في  تطوير تلك العلاقة ,واليد تتفنن في البذل والكرم والعطاء, فهلاّ أحيينا تلك  المعاني, بفك أسرى الحرية والوطن ال51?, ومتّعنا مجالسنا العامرة بالتواصل لرفع المبادرات الوطنية وتمهيد سبيل الحوار ليختلط  فيها فكر الشيخ والعالم والأكاديمي والنائب والوزير والأديب والمثقف والمحامي والبدوي والحضري والشيخ الوقور وكل يدلوا بدلوه الحر, لاختراع دواء يسكّن القلوب ويداوى الجروح ليصبح العيد عيدين. اللهم.

للذين لا يعلمون ما يحدث في قضية اعتقال أحرار الإمارات!!



بقلم : محب الإمارات
 
للذين لا يعلمون ما يحدث في قضية اعتقال أحرار الإمارات
وينساقون وراء الاشاعات 
أتمنى منهم الصمت و عدم المشاركة في هذا الموضوع لأنها فتنة مظلمة يديرها جهاز أمن الدولة   كرهاً في الدين والمتدينين
هؤلاء المعتقلين من أشرف رجال الوطن يعرفهم الجميع منذ نشأتهم صغاراً حتى كبروا بيننا وهم يقومون بمهمة الدعوة إلى الله والتربية الصالحة للنشئ الاماراتي عبر الوسائل المشروعة عرفناهم في المدارس  ومن خلال المؤسسات الرسمية المدعومة من الدولة لم ننكر عليهم شئ وكلنا نتمنى أن يكون أبنائه مثلهم أخلاق عالية ومحافظة على الصلاة وسعي في وجوه الخير،
وهم على صلة بأصحاب السمو حكام الإمارات كل في إمارته نراهم في مجالس الحكام وكلنا يرى ويشاهد احترام الحكام وأبناء الحكام لهم  وكذا سائر أبناء المجتمع كثير منهم حملة شهادات عليا ، وكثير منهم حافظين لكتاب الله، و منهم محامين وتربويين  ومنهم من كان في مناصب عليا في الدولة،
و هم أشد الناس حرصاً على دولة الإمارات الحبيبة ،ولايحق لأي إماراتي أن يزايد على وطنية إماراتي آخر  وهم من أشد الناس حباً لشيوخها ولا يرضون عنهم بديلاً للإمارات .
 
هم من علّم أبناءهم الطلبة في المدارس وعلم أبناءنا  حب الوطن و حب زايد و خليفة ، هم من علموهم التغني بأناشيد الوطن ، هم من غرسوا فيهم كل القيم الدينية والوطنية. 
 
و لكن هناك فئة تحاول تشويه صورتهم للمجتمع الإماراتي وكأنهم أتوا بالأمس من كوكب آخر كيف نصدق فيهم ما يقوله جهاز أمن الدولة وهم أخوتنا وبني عمومتنا وأنسابنا ... نحن أبناء الإمارات نسأل عنهم ونجيب لا مستشاري الأمن الذين يعيدون أسطوانات الأمن المصري والليبي والسوري والتونسي ( خونه - أجندات خارجية - قلب نظام الحكم - ولاء لأعداء الدولة ) الافتراءات التي ردتها الشعوب وكذبت إدعاءات الأمن المظلل لها وللحكام مع الأسف .
 
هكذا يريدها الأمن أحكام ملفقة لا قضاء ولا إدعاء ولا أجهزة مختصة تحاسب الناس وفقاً للقانون وتحترم المواطن فهو بريء حتى تثبت ادانته 
هكذا يريد الأمن ترويع المواطنين النساء والأطفال قبل الكبار يهجم على البيوت بعد منتصف الليل دون أدنى مراعاة لحرمة ولا أدنى انسانية لماذا ؟! لأن مثل هذا كان يفعل في تلك الدول التي ذكرنا فأراحها الله منه وأتى به من يدعي أنه يوفر لنا الأمن ليكون لهم منهج في التعامل مع المواطنين  .
 
يا أخوتنا أبناء وبنات الإمارات كونوا موضوعيين عادلين لا تتسرعوا بالأحكام اسألوا من يعرف واحداً منهم واطمئنوا كلهم مثل هذا الذي تعرفون خيارٌ من خيار
للتعرف عليهم عن قرب ،، اقرأ سيرهم  : 


اللهم احفظ الإمارات من الفتن في ظل" خليفة بن زايد آل نهيان" 
وإن شاء الله سيظهر الحق جليا وسيبرئ الله ساحتهم عاجلا غير آجل  رحم الله من كتبها وأرسلها ودرء الفتنه عن شعب الإمارات
اللهم فرج عليهم في هذا الشهر الفضيل  وفك قيدهم وردهم آلى أهلهم سالمين . آمين

مصدر الموضوعhttp://www.blogger.com/profile/06493818531840249667

تعرف علي سيف محمد العطر

مصدر الصورة متضامنون

تعرف علي الدكتور سيف محمد العجلة

مصدر الصورة متضامنون

تعرف علي /صلاح الهرمودي

مصدر الصوره متضامنون

تعرف علي محمد عبدان النقبي

مصدر الصوره متضامنون

الإمارات في أزمة و الحل في الحوار الوطني




بقلم الكاتب ابن خلدون



جريا على نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمة الله عليهما و على الشيوخ المؤسسين .

الإمارات في أزمة و الحل في الحوار الوطني و تخلي الحكام و الشيوخ خاصة شيوخ أبوظبي عن العناد و المكابرة و التبجح بقوة أموال البترول و القبضة الأمنية و العلاقات مع أمريكا حليفة الأسر الحاكمة في الخليج و النزول من البرج العاجي و الافراج عن جميع المعتقلين 51 و إعادة جنسيات المواطنين السبعة و العودة عن عسكرة جمعيات المجتمع المدني من خلال تعيين عسكريين و موظفين من الاجهزة الامنية و العسكرية في مجالس إدارة تلك الجمعيات كجمعية الحقوقيين و المعلمين و الاعتراف بشرعية مطلب مجلس وطني منتخب مع كامل الصلاحيات التشريعية و الرقابية و المبادرة بدعوة ممثلين عن المطالبين بمجلس وطني منتخب مع كامل الصلاحيات التشريعية و الرقابية من الاكاديميين و المثقفين و الشخصيات الاجتماعية من مختلف الانتمائات الفكرية و من أعيان البلاد و رجالات الدولة كمعالي أحمد خليفه السويدي و غيره لمجالسهم و الحديث بكل الشفافية و الصراحة و البدء في الاعلان عن خطة مع جدول زمني محدد و الصلاحيات اللتي سيتم منحها للمجلس المنتخب بالكامل لكي يطمئن الجميع حكاما و محكومين و يعرف كل طرف ماله من حقوق و ما عليه من واجبات .

إن إعتقال المواطنين سواء من الاسلاميين المنتمين لدعوة الاصلاح الاسلامية المعتدلة أو الوطنيين الذين لم ينتهجو الا الطريق السلمي المدني في مطالبتهم بمجلس وطني منتخب مع كامل الصلاحيات التشريعية و الرقابية و إتهامهم بالمساس بأمن الدولة و مناهضة الدستور و محاولة زعزعة الامن و قلب نظام الحكم و التخريب ليس أكثر من وسيلة لقمع المطالبات السياسية و تخويف الناس سواء في الإمارات أو إيران أو السعودية أو سورية أو غيرها من البلدان و العالم لم يعد يقتنع بمثل هذه المسرحيات و المحاكمات الهزلية الغير عادلة أو إعترافات تحت التعذيب سواء في محاضر التحقيق أو عبر شاشات تلفزيونية لخداع شعب الإمارات و تبرير القمع الأمني و التهرب من الاستجابة لمطلب مجلس وطني منتخب مع كامل الصلاحيات التشريعية و الرقابية .

حقوق الانسان و الحريات المدنية و الحقوق السياسية و المشاركة الشعبية من خلال الانتخابات العامة و البرلمانات و مجالس منتخبة اصبحت جزء من ثقافة العالم المعاصر و لا يمكن لدولة صغيرة و مركز تجاري و سياحي إقليمي كالإمارات أن تتحمل تكلفة الحملات الإعلامية و الإنتقادات و الصادرة من منظمات حقوقية دولية كمنظمة العفو الدولية و الهيومن رايتس حيث ان هذه المنظمات لن تسكت و تحاول إثارة الموضوع بأية وسيلة و في أي مكان و زمان و الإمارات ليست إيران أو كورية الشمالية أو الصين و سمعتها الدولية لها تأثير كبير على إقتصادها سواء في الجانب التجاري و السياحي أو صناعة النقل الجوي كطيران الإمارات و الإتحاد .

يجب على الشيوخ و الحكام في الإمارات أن يستعينوا بمستشارين سياسيين من ذوي الخبرة و الحنكة من أبناء الإمارات و أن لا يتورطوا بما تقوله الأجهزة الأمنية أو المستشارين الأمنيين المرتزقة أو المسؤولين الأمنيين فما يحدث الآن في الإمارات أزمة سياسية و ليست أمنية و الأزمات السياسية لا تحل بأدوات أمنية و خير دليل ما نراه في سورية حيث أن المطالبات الشعبية كانت سياسية و استخدم بشار الأسد القمع و البطش الأمني و هذا ما أوصل سورية الى الوضع الذي نراه الآن .

لا يوجد من يهدد بقاء الاسر الحاكمة في الإمارات فهذه الأسر هي رموز كيانات الإمارات السبعة و تلعب دور مهم في توازنات القوة على مستوى إتحاد الإمارات .
الإمارات هي الوطن و الوطن أكبر من الجميع إن كان الحاكم أو الشيخ أو الأسرة الحاكمة أو مؤسسة الأمن أو جماعة أو حزب وحق الوطن على الجميع بدون إستثناء أن نحافظ عليه فالوطن باق و الاشخاص أي كانو زائلون و مآلهم الى ربهم .

و نحن في هذالشهر الفضيل يجب أن نستحضر روح رجلين بادرا بفكرة تأسيس إتحاد الإمارات المغفورلهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان و الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمة الله عليهما كيف كانا يتعاونان و يعملان و أحيانا يتنازلان عن مواقفهما و آرائهما حفاظا على هذالوطن الغالي .
http://www.blogger.com/profile/06493818531840249667

متضامنون: "مجرد سؤال؟!" حول الاعتقالات التعسفية في الامارات

متضامنون: "مجرد سؤال؟!" حول الاعتقالات التعسفية في الامارات: تطل علينا أقلام محترمة، بأفكار فيها شيء من التشويش، ملخص ما فيها "أنت تأكل وتشرب وتتكاثر" فلماذا تتكلم ، فكان لابد من مقال بسيط لإزالة الإش...

أهالي المعتقلين :النائب العام يرفض مقابلتنا أو إخبارنا بأماكن المعتقلين

ايماسك/خاص/قالت فاطمة أميري أنها ذهبت مع والدتها صباح أمس لمقابلة النائب العام فاستقبلنا مدير مكتبه و طلب منا الانتظار حتى عودة النائب العام.
وأفادت بعد طول انتظار استدعينا مدير مكتبة مرة أخرى بعد عودة النائب العام ففاجئنا بأن النائب العام يرفض أن يقابل أحد وعندما سألناه عن وضع المعتقل نجيب أميري رد قائلاً بأنه الآن رهن التحقيق ورفض إعطاء أي معلومة.
وأضافت وكذلك سألناه عن رقم القضية , وملاقاته وتوفير محامي له , لكن مدير المكتب لم يستجيب لأي منها 
وقالت ثم حاولنا ملاقاة رئيس نيابة أمن الدولة فأخبرونا بأنه غير موجود ,فعدنا بعد ذلك وليس أمامنا إلى أن ندعو عليهم 
وأشارت مازلنا واثقين بقيادتنا  في حل هذا الموضوع و إعطاء كل ذي حق حقه و كذلك ما تزال ثقتنا بالله و حكمه و عدله أكبر.
يذكر أن أهالي المعتقلين لطالما ذهبوا إلى النائب العام يريدون معرفة أماكن المعتقلين يرد عليهم بالقول أنه لاعلاقة له بالموضوع .
ويقول حقوقيون وقانونيون أنه من حق المعتقلين أن يكون لهم محامين وأن يكونوا حاضرين وقت التحقيق مستغرباً كيف يتم تحقيق بدون حضور محامين.
ويتوقع الحقوقيون إن أخفاء أماكن تواجد  المعتقلين حتى  من أهاليهم ينذر ذلك بأنهم يتعرضون لتعذيب وإذا كانوا يتعرضون لتعذيب فذلك مخالف لقوانين الدولة ".

الخميس، 9 أغسطس 2012

دعوة مظلوم تمحي دولة




قال الله تعالى و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم و أفئدتهم هواء * و أنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال * و سكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم و تبين لكم كيف فعلنا بهم و ضربنا لكم الأمثال و قال الله تعالى إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و قال الله تعالى و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

و قال صلى الله عليه و سلم إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى و هي ظالمة إن أخذه أليم شديد

و قال صلى الله عليه و سلم من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله اليوم من قبل أن لا يكون دينار و لا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه

و قال صلى الله عليه و سلم عن ربه تبارك و تعالى أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرماً فلا تظالموا و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتدرون من المفلس قالوا يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع ، فقال إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة و زكاة و صيام و حج فيأتي و قد شتم هذا ، و أخذ مال هذا ، و نبش عن عرض هذا ، و ضرب هذا ، و سفك دم هذا فيؤخذ لهذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار و هذه الأحاديث كلها في الصحاح و تقدم حديث إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة و تقدم قوله لمعاذ حين بعثه إلى اليمين و اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب و في الصحيح من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين يوم القيامة

و في بعض الكتب يقول الله تعالى اشتد غضبي على من ظلم من لم يجد له ناصراً غيري و أنشد بعضهم

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم يرجع عقباه إلى الندم

تنام عيناك و المظلوم منتبه يدعو عليك و عين الله لم تنم

و كان بعض السلف يقول لا تظلم الضعفاء فتكون من أشرار الأقوياء ، و قال أبو هريرة رضي الله عنه إن الحباري لتموت في وكرها هزالاً من ظلم الظالم و قيل مكتوب في التوراة ينادي مناد من وراء الجسر ـ يعني الصراط ـ يا معشر الجبابرة الطغاة ،و يا معشر المترفين الأشقياء إن الله يحلف بعزته و جلاله أن لا يجاوز هذا الجسر اليوم ظالم عن جابر قال لما رجعت مهاجرة الحبشة عام الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا تخبروني بأعجب ما رأيتم بأرض الحبشة فقال فتية كانوا منهم بلى يا رسول الله بينما نحن يوماً جلوس إذ مرت بنا عجوز من عجائزهم تحمل على رأسها قلة ماء ، فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت المرأة على ركبتيها و انكسرت قلتها فلما قامت التفتت إليه ثم قالت سوف تعلم يا غادر إذا وضع الله الكرسي و جمع الله الأولين و الآخرين و تكلمت الأيدي و الأرجل بما كانوا يكسبون سوف تعلم من أمري و أمرك عنده غداً قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم صدقت كيف يقدس الله قوماً لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم

إذا ما الظلوم استوطأ مركبا و لج عتواً في قبيح اكتسابه

فكله إلى صرف الزمان و عدله سيبدو له ما لم يكن في حسابه

و روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال خمسة غضب الله عليهم إن شاء أمضى غضبه عليهم في الدنيا و إلا أمر بهم في الآخرة إلى النار أمير قوم يأخذ حقه من رعيته و لا ينصفهم من نفسه و لا يدفع الظلم عنهم و زعيم قوم يطيعونه و لا يساوي بين القوي و الضعيف و يتكلم بالهوى ، و رجل لا يأمر أهله و ولده بطاعة الله و لا يعلمهم أمر دينهم ، و رجل استأجر أجيراً فاستوفى منه العمل و لم يوفه أجرته و رجل ظلم امرأة صداقها

و عن عبد الله بن سلام قال إن الله تعالى لما خلق الخلق و استووا على أقدامهم رفعوا رؤوسهم إلى السماء ، و قالوا يا رب مع من أنت قال مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه و عن وهب بن منبه قال بني جبار من الجبابرة قصراً و شيده ، فجاءت عجوز فقيرة فبنت إلى جانبه كوخاً تأوي إليه ، فركب الجبار يوماً و طاف حول القصر ، فرأى الكوخ فقال لمن هذا فقيل لامرأة فقيرة تأوي إليه فأمر به فهدم ، فجاءت العجوز فرأته مهدوماً فقالت من هدمه فقيل الملك رآه فهدمه فرفعت العجوز رأسها إلى السماء ، و قالت يا رب إذا لم أكن أنا حاضرة فأين كنت أنت قال فأمر الله جبريل أن يقلب القصر على من كان فيه فقلبه

و قيل لما حبس خالد بن برمك و ولده قال يا أبتي بعد العز صرنا في القيد و الحبس فقال يا بني دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها و لم يغفل الله عنها ، و كان يزيد بن حكيم يقول ما هبت أحداً قط هيبتي رجلاً ظلمته ، و أنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله يقول لي حسبي الله الله بيني و بينك

و حبس الرشيد أبا العتاهية الشاعر فكتب إليه من السجن هذين البيتين شعراً

أما و الله إن الظلم شوم و ما زال المسيء هو المظلوم

ستعلم يا ظلوم إذا التقينا غداً عند المليك من الملوم

و عن أبي أمامة قال يجيء الظالم يوم القيامة حتى إذا كان على جسر جهنم لقيه المظلوم و عرفه ما ظلمه به ، فما يبرح الذين ظلموا بالذين ظلموا حتى ينزعوا ما بأيديهم من الحسنات ، فإن لم يجدوا لهم حسنات حملوا عليهم من سيئاتهم مثل ما ظلموهم حتى يردوا إلى الدرك الأسفل من النار

و عن عبد الله بن أنيس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يحشر العباد يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بهما فيناديهم مناد بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، أنا الملك الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة أو أحد من أهل النار أن يدخل النار و عنده مظلمة أن أقصه حتى اللطمة فما فوقها و لا يظلم ربك أحد قلنا يا رسول الله كيف و إنما نأتي حفاة عراة فقال بالحسنات و السيئات جزاء و لا يظلم ربك أحداً و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من ضرب سوطاً ظلماً اقتص منه يوم القيامة و مما ذكر أن كسرى اتخذ مؤدباً لولده يعلمه و يؤدبه حتى إذا بلغ الولد الغاية في الفضل و الأدب استحضره المؤدب يوماً و ضربه ضرباً شديداً من غير جرم و لا سبب ، فحقد الولد على المعلم إلى أن كبر و مات أبوه فتولى الملك بعده فاستحضر المعلم و قال له ما حملك على أن ضربتني في يوم كذا و كذا ضرياً وجيعاً من غير جرم و لا سبب ، فقال المعلم اعلم أيها الملك أنك لما بلغت الغاية في الفضل و الأدب علمت أنك تنال الملك بعد أبيك ، فأردت أن أذيقك ألم الضرب و ألم الظلم حتى لا تظلم أحداً ، فقال جزاك الله خيراً ثم أمر له بجائزة و صرفه

و من الظلم أخذ مال اليتيم ، و تقدم حديث معاذ بن جبل حين قال له رسول الله واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب

و في رواية أن دعاء المظلوم يرفع فوق الغمام و يقول الرب تبارك و تعالى و عزتي و جلالي لأنصرنك و لو بعد حين و أنشدوا شعراً

توق دعا المظلوم إن دعاءه ليرفع فوق السحب ثم يجاب

توق دعا من ليس بين دعائه و بين إله العالمين حجاب

و لا تحسبن الله مطرحاً له و لا أنه يخفى عليه خطاب

فقد صح أن الله قال و عزتي لأنصر المظلوم و هو مثاب

فمن لك يصدق ذا الحديث فإنه جهول و إلا عقله فمصاب

فصل و من أعظم الظلم المماطلة بحق عليه مع قدرته على الوفاء لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مطل الغني ظلم و في رواية لي الواجد ظلم يحل عرضه و عقوبته ، أي يحل شكايته و حبسه

فصل و من الظلم أن يظلم المرأة حقها من صداقها و نفقتها و كسوتها و هو داخل في قوله صلى الله عليه و سلم لي الواجد ظلم يحل عرضه و عقوبته

و عن بن مسعود رضي الله عنه قال يؤخذ بيد العبد أو الأمة يوم القيامة فينادي به على رؤوس الخلائق هذا فلان ابن فلان من كان له عليه حق فليأت إلى حقه قال فتفرح المرأة أن يكون لها حق على أبيها أو أخيها أو زوجها ثم قرأ فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون قال فيغفر الله من حقه ما شاء و لا يغفر من حقوق الناس شيئاً ، فينصب العبد للناس ثم يقول الله تعالى لأصحاب الحقوق ائتوا إلى حقوقكم قال فيقول الله تعالى للملائكة خذوا من أعماله الصالحة فأعطوا كل ذي حق حقه بقدر طلبته ، فإن كان ولياً لله و فضل له مثقال ذرة ضاعفها الله تعالى له حتى يدخله الجنة بها ، و إن كان عبداً شقياً و لم يفضل له شيء فتقول الملائكة ربنا فنيت حسناته و بقي طالبوه ، فيقول الله خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته ، ثم صك له صكاً إلى النار و يؤيد ذلك ما تقدم من قول النبي صلى الله عليه و سلم أتدرون من المفلس فذكر أن المفلس من أمته من يأتي يوم القيامة بصلاة و زكاة و صيام ، و يأتي و قد شتم هذا و ضرب هذا و أخذ مال هذا ، فيؤخذ من حسناته و لهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار فصل و من الظلم أن يستأجر أجيراً أو إنساناً في عمل و لا يعطيه أجرته لما ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يقول الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة و من كنت خصمه خصمته رجل أعطى بي غدر ، و رجل باع حراً فأكل ثمنه ، و رجل استأجر أجيراً فاستوفى منه العمل و لم يعطه أجرته و كذلك إذا ظلم يهودياً أو نصرانياً أو نقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفسه فهو داخل في قوله تعالى أنا حجيجه ـ أو قال أنا خصمه ـ يوم القيامة و من ذلك أن يحلف على دين في ذمته كاذباً فاجراً لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار و حرم عليه الجنة قيل يا رسول الله و إن كان شيئاً يسيراً قال و إن قضيباً من أراك

فخف القصاص غدا إذا وفيت ما كسبت يداك اليوم بالقسطاس

في موقف ما فيه إلا شاخص أو مهطع أو مقنع للراس

أعضاؤهم فيه الشهود و سجنهم نار و حاكمهم شديد البأس

أن تمطل اليوم الحقوق مع الغنى فغدا تؤديها مع الإفلاس

و قد روي أنه لا أكره للعبد يوم القيامة من أن يرى من يعرفه خشية أن يطالبه بمظلمة ظلمه بها في الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه و سلم لتؤدين الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء و قال صلى الله عليه و سلم من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو من شيء فليتحلل منه اليوم من قبل أن لا يكون دينار و لا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، و إن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ثم طرح في النار و روى عبد الله بن أبي الدنيا بسنده إلى أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أول من يختصم يوم القيامة الرجل و امرأته و الله ما يتكلم لسانها و لكن يداها و رجلاها يشهدان عليها بما كانت تعنث لزوجها في الدنيا و يشهد على الرجل يده و رجله بما كان يولي زوجته من خير أو شر ، ثم يدعى بالرجل و خدمه مثل ذلك فما يؤخذ منهم دوانيق و لا قراريط و لكن حسنات هذا الظالم تدفع إلى هذا المظلوم ، و سيئات هذا المظلوم تحمل على هذا الظالم ، ثم يؤتى بالجبارين في مقامع من حديد فيقال سوقوهم إلى النار و كان شريح القاضي يقول سيعلم الظالمون حتى من انتقصوا أن الظالم ينتظر العقاب و المظلوم ينتظر النصر و الثواب

و روي أنه أراد الله بعبده خيراً سلط عليه من يظلمه ، و دخل طاوس اليماني على هشام بن عبد الملك فقال له اتق الله يوم الأذان ، قال هشام و ما يوم الأذان قال قال الله تعالى فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين فصعق هشام فقال طاوس هذا ذا الصفة فكيف بذل المعاينة يا راضياً باسم الظالم كم عليك من المظالم السجن جهنم ، و الحق الحاكم

فصل في الحذر من الدخول على الظلمة و مخالطتهم و معونتهم قال الله تعالى و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار و الركون ههنا السكون إلى الشيء و الميل إليه بالمحبة قال ابن عباس رضي الله عنهما لا تميلوا كل الميل في المحبة و لين الكلام و المودة ، و قال السدي و ابن زيد لا تداهنوا الظلمة ، و قال عكرمة هو أن يطيعهم و يودهم ، و قال أبو العالية لا ترضوا بأعمالهم فتمسكم النار فيصيبكم لفحها و ما لكم من دون الله من أولياء ، و قال ابن عباس رضي الله عنهما ما لكم من مانع يمنعكم من عذاب الله ثم لا تنصرون لا تمنعون من عذابه ، و قال الله تعالى احشروا الذين ظلموا و أزواجهم أي أشباههم و أمثالهم و أتباعهم و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيكون أمراء يغشاهم غواش أو حواش من الناس يظلمون و يكذبون ، فمن دخل عليهم و صدقهم بكذبهم و أعانهم على ظلمهم فليس مني و لست منه ، و من لم يدخل عليهم و لم يعنهم على ظلمهم فهو مني و أنا منه و عنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم من أعان ظالماً سلط عليه ، و قال سعيد بن المسيب رحمه الله لا تملأوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لئلا تحبط أعمالكم الصالحة ، و قال مكحول الدمشقي ينادي مناد يوم القيامة أين الظلمة و أعوانهم فما يبقى أحد مد لهم حبراً أو حبر لهم دواة أو بري لهم قلماً فما فوق ذلك إلا حضر معهم فيجمعون في تابوت من نار فيلقون في جهنم و جاء رجل خياط إلى سفيان الثوري فقال إني رجل أخيط ثياب السلطان هل أنا من أعوان الظلمة فقال سفيان بل أنت من الظلمة أنفسهم ، و لكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة و الخيوط

و قد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال أول من يدخل النار يوم القيامة السواطون الذين يكون معهم الأسواط يضربون بها الناس بين يدي الظلمة و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال الجلاوزة و الشرط كلاب النار يوم القيامة الجلاوزة أعوان الظلمة

و قد روي أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام أن مر بني اسرائيل أن لا يتلو من ذكري فإني أذكر من ذكرني ، و أن ذكري إياهم أن ألعنهم ، و في رواية فإني أذكر من ذكرني منهم باللعنة و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لا يقف أحدكم في موقف يضرب فيه رجل مظلوم فإن اللعنة تنزل على من حضر ذلك المكان إذا لم يدفعوا عنه

و روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال أتى رجل في قبره فقيل له إنا ضاربوك مائة ضربة فلم يزل يتشفع إليهم حتى صاروا إلى ضربة واحدة فضربوه ، فالتهب القبر عليه ناراً فقال لم ضربتموني هذه الضربة فقالوا إنك صليت صلاة بلا طهور و مررت برجل مظلوم فلم تنصره فهذا حال من لم ينصر المظلوم مع القدرة على نصره فكيف حال الظالم

و قد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، فقال يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً فكيف أنصره إذا كان ظالماً تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره

و مما حكي قال بعض العابدين رأيت في المنام رجلاً ممن يخدم الظلمة و المكاسين بعد موته بمدة في حالة قبيحة فقلت له ما أحوالك قال شر حال ، فقلت إلى أين صرت قال إلى عذاب الله قلت فما حال الظلمة عنده قال شر حال ، أما سمعت قول الله عز و جل و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون و مما حكي قال بعضهم رأيت رجلاً مقطوع اليد من الكتف و هو ينادي من رآني فلا يظلمن أحداً فتقدمت إليه ، فقلت له يا أخي ما قصتك قال يا أخي قصة عجيبة ، و ذلك أني كنت من أعوان الظلمة فرأيت يوماً صياداً و قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني ، فجئت إليه فقلت أعطني هذه السمكة ، فقال لا أعطيكها أنا آخذ بثمنها قوتاً لعيالي ، فضربته و أخذتها منه قهراً و مضيت بها قال فبينا أنا أمشي بها حاملها إذ عضت على إبهامي عضة قوية فلما جئت بها إلى بيتي و ألقيتها من يدي ضربت على إبهامي و آلمتني ألماً شديداً حتى لم أنم من شدة الوجع و الألم و ورمت يدي ، فلما أصبحت أتيت الطبيب و شكوت إليه الألم ، فقال هذه بدء الآكلة أقطعها و إلا تقطع يدك ، فقطعت إبهامي ثم ضربت على يدي فلم أطق النوم و لا القرار من شدة الألم ، فقيل لي إقطع كفك فقطعته ، و انتشر الألم إلى الساعد و آلمني ألماً شديداً ، و لم أطق القرار ، و جعلت أستغيث من شدة الألم فقيل لي اقطعها إلى المرفق فقطعتها ، فانتشر الألم إلى العضد و ضربت على عضدي أشد من الألم الأول ، فقيل اقطع يدك من كتفك و إلا سرى إلى جسدك كله فقطعتها فقال لي بعض الناس ما سبب ألمك فذكرت قصة السمكة ، فقال لي لو كنت رجعت في أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة و استحللت منه و أرضيته لما قطعت من أعضائك عضواً، فاذهب الآن إليه و اطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى بدنك قال فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته ، فوقعت على رجليه أقبلها و أبكي و قلت له يا سيدي سألتك بالله إلا عفوت عني فقال لي و من أنت قلت أنا الذي أخذت منك السمكة غصباً ، و ذكرت ما جرى و أريته يدي فبكى حين رآها ثم قال يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيته بك من هذا البلاء ، فقلت يا سيدي بالله هل كنت قد دعوت علي لما أخذتها قال نعم قلت اللهم إن هذا تقوى علي بقوته على ضعفي على ما رزقتني ظلماً فأرني قدرتك فيه فقلت يا سيدي قد أراك الله قدرته في و أنا تائب إلى الله عز و جل عما كنت عليه من خدمة الظلمة ، و لا عدت أقف لهم على باب ، و لا أكون من أعوانهم ما دمت حياً إن شاء الله و بالله التوفيق

موعظة إخواني كم أخرج الموت نفساً من دارها لم يدارها ، و كم أنزل أجساداً بجارها لم يجارها ، و كم أجرى العيون كالعيون بعد قرارها ـ شعر

يا معرضاً بوصال عيش ناغم ستصد عنه طائعاً أو كارها

إن الحوادث تزعج الأحرار عن أوطانها و الطير عن أوكارها

أين من ملك المغارب و المشارق ، و عمر النواحي و غرس الحدائق ، و نال الأماني و ركب العوائق صاح به من داره غراب بين ناعق ، و طرقه في لهوه أقطع طارق ، و زجرت عليه رعود و صواعق ، و حل به ما شيب بعض المفارق ، و قلاه الحبيب الذي لم يفارق ، و هجره الصديق و الرفيق الصادق ، و نقل من جوار المخلوقين إلى جوار الخالق نازله و الله الموت فلم يحاشه ، و أذله بالقهر بعد عز جاشه ، و أبدله خشن التراب بعد لين فراشه ، و مزقه الدود في قبره كتمزيق قماشه ، و بقي في ضنك شديد من معاشه ، و بعد عن الصديق فكأنه لم يماشه ما نفعه و الله الإحتراز ، و لا ردت عنه الركاز ، بل ضره من الزاد الأعواز ، و صار و الله عبرة للمجتاز ، و قطع شاسعاً من السبل الأوفاز ، و بقي رهيناً لا يدري أهلك أم فاز و هذا لك بعد أيام ، و ما أنت فيه الآن أحلام ، و دنياك لا تصلح و ما سمعت ستراه غداً على التمام ، و يقع لي ولك ، ويحك أما يؤثر فيك الكلام

ومن اسباب سقوط الدول الظلم كما يقول الشيخ سلمان العودة



السبب الرابع: الظلم:- ورُبَّ دعوة مظلوم تُسقِط دولة؛ ولذلك جاء في الحديث: {اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب} وجاء في مسند الإمام أحمد وغيره بسند حسن: {اتق دعوة المظلوم ولو فاجراً -وفي رواية ولو كافراً-} ففجوره على نفسه، فإن الظلم من أعظم أسباب زوال الدول، ولذلك قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن الله تعالى ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ويخذل الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة. فالعدل أساس الملك -كما يقال- وكثيراً ما تجد سبب زوال دولة ظلم، إما ظلم عام، أو ظلم خاص. فمن الظلم العام -مثلاً-: نهب أموال الرعية، وأخذ أراضيهم، والمحسوبية في الشركات والأعمال والوظائف وغيرها. ومن أنواع الظلم: التفاوت والطبقية في الناس، بحيث إنه إذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، وإذا سرق الشريف تركوه، فكأن هناك أناساً يجري في عروقهم دم مقدس، إن سرقوا، أو زنوا، أو فجروا، لا تقام عليهم الحدود، فيتركون وربما يؤدبون بأدب معين، كأن يسجن، أو يوبخ، أو يجرد من منصبه، أو ما أشبه ذلك، لكن لا يقام عليه حد وحكم الله تعالى، فإذا سرق ضعيف من سائر الناس، فإنه يقام عليه الحد؛ فهذا من الظلم، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أسباب هلاك الأمم، فلما كُلِّم في المخزومية التي سرقت قال صلى الله عليه وسلم: {إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الضعيف قطعوه -وفي رواية أقاموا عليه الحد- وإذا سرق فيهم الشريف تركوه، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد صلى الله عليه وسلم يدها} إلى هذا الحد بلغ العدل، حتى مع أقرب الناس. والعدل -أيها الأحبة- ليس مجرد تهريج وخداع وتضليل للناس، فأحياناً بعض الحكام يريد أن يتظاهر بالعدل، فيصنع مناورة في جهاز من أجهزة إعلامه، يضحك بها على الخلق، ويخيل إليه أن الناس غُفَّل وسذج، يصدقون ما يقول. وأذكر -على سبيل المثال- أن أحد الحكام في دولة عربية -ولا يزال موجوداً- في يوم من الأيام كان له ولد يقوم على جهاز من أجهزة الأمن، هو المسئول عن استخبارات بلده، فهذا الولد كان كأبيه سفاكاً للدماء قتالاً، فقتل مجموعة من الناس، ومن ضمن من قتل رجل كان خادماً عند أبيه، وسأل: أين فلان؟ فقيل له: قتله ولدك فلان! فغضب وهاج وماج، ووجد أهل القتيل غاضبين لماذا يقتل وهو يعمل في بلاط الرئيس؟! إلى غير ذلك، فأراد الحاكم أن يصنع موقفاً يضحك به على عقول البلهاء والسُذَّج، فأعلن أنه سوف يقتل ولده، وشاع هذا في أجهزة الإعلام، حتى في أجهزة إعلامنا هنا نشر الخبر، أن الرئيس سوف يقتل ولده قصاصاً، ما شاء الله تبارك الله..! إلى هذا الحد.. العدلُ...؟! لكن تدخل أهل القتيل، وأعلنوا للرئيس أننا نحن متنازلون، وولدك في الواقع ولدٌ لنا، وقتلك له قتل لنا، ونحن نتنازل عن دم ولدنا، ونريد أن تحقن دم ولدك الذي قَتل، وهكذا حقن دم ولده، وأعاده إلى عمله! فهذه ألعوبة، ليس هذا هو العدل، العدل هو أن يكون الحاكم يجري الأحوال والأمور والحدود والأحكام على القريب والبعيد والعالي والنازل والشريف والوضيع على حد سواء، وإلا فليأذن بزوال مملكته ودولته عاجلاً غير آجل. وأذكر لكم قصة شهدتها بلاد الأندلس، وهي تدل على أثر الظلم في زوال الدول واضمحلالها. كان هناك رجل اسمه المعتمد بن عباد حاكماً لبعض هذه الولايات، وكان رجلاً شجاعاً قوياً كريماً طموحاً فيه من خصال الخير ما فيه، ولكن كان فيه ترف وبذخ وإسراف في تضييع الأموال، استعان به رجل من بني جهور، قد هاجمته قوة مجاورة، فاستعان بـالمعتمد بن عباد وقال له: تعال، احمِ دولتي من الغازي الذي هو ابن ذي النون، الذي يريد أن يقضي على مملكتي. فجاء المعتمد بن عباد ليساعد ابن جهور ويحمي دولته، جاء بجيش قوي كثيف، ومعه جنده وأعوانه، فصار على حدود مملكة بني جهور، فلما رأى ابن ذي النون الغازي هذا الجيش انسحب وهرب. إذاً المهمة التي جاء من أجلها المعتمد بن عباد انتهت، والجيش الذي أتى ليطرده قد هرب بنفسه. وخرج الحاكم من بني جهور في الصباح الباكر ليودع جيش المعتمد بن عباد، ويشكرهم على نجدتهم وعونهم، فلم يرعَ إلا والمعتمد بن عباد قد بثَّ جيوشه في المدينة وحوالي القصر، وجعل الشرطة في كل مكان، واحتل المدينة! وكما يقولون -بلغة العصر الحاضر-: اجتاحها، اجتاح المدينة وسيطر عليها تماماً كما فعل العراق بـالكويت؟! في صبيحة يوم لم يكن يخطر ببالهم شيء من ذلك!! فالجيش جاء ليحمي المدينة وإذا به يحتل المدينة! فأصيب الحاكم من بني جهور بصدمة عنيفة، وقبض عليه، وقبض على والده، وكان والده قد أصيب بالفالج "الشلل النصفي" ومالَ شدقُه، ومات شقه، وكان يعيش حالة صعبة. فقُبض عليه، وأخذت أموالُه، وأودع أولاده في السجن، أخذ عَبيدَه، وسُبِيت زوجاتُه، ثم أخرج من المدينة بهذه الصورة، ونفي إلى مدينة أخرى، فكان أبو الملك وهو الذي أصيب بالفالج، ومال شدقه، كان يقول لولده: -والله- إن هذا لأثر دعوة مظلوم ظلمناه بالأمس. يقصد الذي أصابنا. ثم رفع الأب المشلول بصره إلى السماء، وقال: اللهم كما انتقمت للمظلومين منا، فانتقم لنا من الظالمين، إذاً الآن الدور واقف على المعتمد بن عباد. وظل المعتمد بن عباد في ملكه فترة، حتى اجتاحت مُلْكَه دولة المرابطين، وأسر المعتمد بن عباد، وأخذت أمواله، وأخذ أولاده، وقَضَى حياته في أغمات في مدينة بـالمغرب أسيراً أثقلت القيود يديه ورجليه، ومات في السجن! وكانت بناتُه بالأمس (بنات الملك) لهن من الترف ما سوف أذكره لكم في قصة طريفة بعد قليل، فأصبحت بناتُه يشتغلن بالغزل في الشوارع، يَغْزِلْنَ للناس، حتى إن إحدى بناته وقفت في يوم من الأيام تغزل لرجل، فلما نظرت إلى هذا الرجل كان أحد العرفاء -أحد الشرطة- عند والدها! تغزل له مقابل مبلغ يسير من المال تقتات به، وتطعم والدها الذي أصبح في السجن..! فانتقم الله تعالى أيضاً من المعتمد بن عباد، كما انتقم قبل من بني جهور.. إذاً كم من دعوة مظلوم أسقطت دولة! والعدل أساس الملك.
__________ 
الموضوع الأصليدعوة مظلوم تمحي دولة  || المصدرمنتدى أنصار السنة

لا تكن عونًا للظالم


 الشيخ محمد جمعة الحلبوسي  
تعال أخي المسلم الكريم لنعيش اليوم وإياكم مع وصية عظيمة وغالية، هذه الوصية نطق بها من أوتي جوامع الكلم، هذه الوصية لأستاذ البشرية ومعلم الإنسانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هذه الوصية يريد النبي صلى الله عليه وسلم من خلالها أن ينقذ أمته من عذاب الله، هذه الوصية يحذرنا فيها من عمل خطير، هذا العمل من ابتعد عنه نجا ومن اقترب منه فقد هلك... هذا العمل هو (إعانة الظالم على ظلمه) ولنسمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((مَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقّاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ))؛ أخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد.

ونحن لو تأملنا وتدبرنا هذه الوصية لوجدناها على صغر حجمها وقلة عباراتها تحمل معاني سامية وبلاغة عالية؛ فلقد بدأها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم باسلوب من أساليب التحذير، فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يحذر الإنسان الذي يكون عونًا للظالم في ظلمه، يحذر الإنسان الراضي بهذا العمل من غير إكراه أو ضرورة؛ فيقول له: إياك من هذا العمل، فإن فعلته فإن الله تعالى ينفض يده منك، ويوكلك إلى نفسك، ولا يمنحك الرحمة، ويسخط عليك، ومن باء بسخط الله تعالى فقد خسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.

فأين من يعين الظالم على ظلمه من هذا التحذير النبوي؟ أين يمشي مع الظالم لينصره من كلام حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ أين من يفرح بظلم الظالم لإخوانه المسلمين من هذا الحديث؟ والله لا نجاة للأمة مما هي فيه من الظلم والفساد والاضطهاد، وضياع الأمن والاستقرار، إلا بتطبيقها لوصايا رسولها صلى الله عليه وسلم، إلا بالسير على تعاليمها والتخلق بأخلاقها، هذا هو الطريق ولا طريق غيره.
يا سيدي يا رسول الله: 
الحق أنت وأنت إشراق الهدى 
ولك الكتاب الخالد الصفحات 
من يقصد الدنيا بغيرك يلقها 
تيها من الأهوال والظلمات 

ولخطورة مساعدة الظالم في ظلمه نجد أن القران الكريم تحدث عنها وحذر المسلمين منها؛ فقال تعالى: ﴿ وَقَدْ نزلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 140].

قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: دلت هذه الآية على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر، لأن من لم يتجنبهم فقد رضي بفعلهم، والرضا بالكفر كفر وبالمنكر منكر؛ لذلك قال الله تعالى: ﴿ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ ﴾؛ فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء.

فينبغي على كل مسلم يريد أن يخلص نفسه من عذاب الله أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم؛ فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية.

وقال تعالى في آية أخرى وهو يحذر من الركون إلى الظالمين: ﴿ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ﴾ [هود: 113]، والركون يعني: المجاملة والمداهنة، والميل إليهم بالمحبة والمودة، وآفة الدنيا هي الركون للظالمين؛ لأن الركون إليهم إنما يشجعهم على التمادي في الظلم، والاستشراء فيه. وأدنى مراتب الركون إلى الظالم ألا تمنعه من ظلم غيره، وأعلى مراتب الركون إلى الظالم أن تزين له هذا الظلم؛ وأن تزين للناس هذا الظلم.

ولو نظرنا في مجتمعاتنا اليوم لوجدنا أن (الركون إلى الظالمين ومساعدتهم) أصحبت ظاهرة خطيرة ومنتشرة، رغم علمهم بأنّ هذا الأمر خطير، لكننا نجد هناك من يعين الظّالم على أخيه المظلوم !فهناك من يدافع عن الباطل ويتحد معه، وهناك من يحارب من أجل الباطل مع الظالم ضد المظلوم!

فأنا أقول من خلال وصية أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: يا من تجلس في مجلس ويغتاب ويطعن فيه شخص أحد إخوانك المسلمين - وما أكثر هذه المجالس في عالم اليوم - فيجب عليك ان تدافع عن أخيك بالأدب والحكمة، وتمنع صاحبك من الغيبة والطعن، فإن فعلت ذلك فقد أنقذت نفسك من عذاب الله تعالى... ولكن إن سكتّ ولم تدافع عن أخيك، من أجل أن تكسب ود الظالم، أو مجاملة معه؛ فقد أعنت هذا الظالم على ظلمه، وأنت معه في الإثم سواء.

وليسمع أولئك الذين يجلسون في مثل هذه المجالس التي يكثر فيها السب والشتم والطعن في أعراض المسلمين - حتى الأموات لم يسلموا منها - ولم يدافعوا عن إخوانهم - ليسمعوا إلى كلام النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو يحذرهم فيقول: ((مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ - إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ - إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ))؛ رواه أحمد.

قال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف، وقَالَ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ فِي الْغِيبَةِ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنْ النَّارِ))؛ رواه أحمد، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف.

وأنت يا صاحب الأسرة: إذا رأيت ظلمًا من أفراد أسرتك عليها أو على غيرها وسكتّ عليه؛ صرت عونا للظالم... إن سكت على ظلم زوجتك لزوجة ابنك؛ فقد صرت عونًا لهذا الظلم... إن سكت على ظلم ابنك الكبير لابنك الصغير؛ فقد صرت عونًا لهذا الظلم... إن سكت على ظلم ولدك لابنتك؛ فقد صرت عونًا لهذا الظلم... إن سكت على ظلم أولادك وزوجتك لجيرانك؛ فقد أعنتهم على الظلم. فيجب على صاحب الأسرة أن يتخلق بأخلاق الإسلام، وعليه أن يبتعد عن الخلق الذميم، وهو إعانة الظالم على ظلمه.

وأنت أيها المسؤول في كل دائرة: إذا رأيت الموظف يظلم الناس، ويؤخر معاملاتهم، ويجبر الآخرين على دفع الرشوة له، ولا يعمل بأمانة، وسكت على هذا الظلم، ولم تنصحه أن يبتعد عن هذه الأخلاق الذميمة - فأنت قد أعنته على الظلم..

وأنا أقولها بصراحة: هناك من الأشخاص من يدافع مع زميله رغم علمه بأنّه ظالم، ويسلب الحق من المظلوم بحجّة النّصرة لزميله !ويردد قول صلى الله عليه وسلم: ((انْصُرْ أخَاكَ ظَالماً أَوْ مَظْلُوماً)).. ونحن نقول له: لماذا لا تكمل الحديث يا أخ الإسلام؟ أنا أكمله لك حتى تعرف ما معنى هذه النصرة: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم: ((انْصُرْ أخَاكَ ظَالماً أَوْ مَظْلُوماً))، فَقَالَ رجل: يَا رَسُول اللهِ، أنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُوماً، أرَأيْتَ إنْ كَانَ ظَالِماً كَيْفَ أنْصُرُهُ؟ قَالَ: ((تحْجُزُهُ - أَوْ تمْنَعُهُ - مِنَ الظُلْمِ؛ فَإِنَّ ذلِكَ نَصرُهُ))؛ رواه البخاري.

فالقصد من الحديث: أن نعين أخونا، ونبعده عن الظّلم، وليس أن نعينه عليه.

ويا أيها المسؤول على أموال المسلمين:
إذا رأيت أحدًا يتفنن بطريقة وأخرى في نهب أموال المسلمين، ويضعها في غير منافعها، وأنت قادر على منعهم ولم تمنعهم - فقد أعنتهم على الظلم.

وليتذكر من يتصرف بأموال المسلمين بالباطل قول الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يُوحى - صلى الله عليه وسلم - فيقول: ((إنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ الله بغَيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ))؛ رواه البخاري.

التخوض: التصرف بالباطل.

وليتذكر من يسكت على الظالم وهو قادر على تغيير هذا الظلم ولم يغيره، ليسمع إلى سيدنا أبي بكر رضي الله عنه بعد أن حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "يا أيها الناس: إنكم تقرؤون هذه الآية ﴿ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ﴾، وأنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقابه))؛ رواه أحمد.

قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

فأين من يخشى عقاب الله تعالى؟
بل ليسمع أهل المجاملات والمداهنات، وأصحاب المصالح، والذين يتخلون عن كل شي من أجل الحفاظ على مصالحهم، ليسمعوا إلى هذا الكلام: ((أوحى الله إلى يوشع بن نون: أني مهلكٌ من قومك أربعين ألفًا من خيارهم، وستين ألفًا من شرارهم، فقال: يا رب، هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبى فكانوا يواكلوهم ويشاربوهم)).

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أُمِرَ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ يُضْرَبُ فِي قَبْرِهِ مِائَةَ جَلْدَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ وَيَدْعُو حَتَّى صَارَتْ جَلْدَةً وَاحِدَةً، فجُلد جلدةً واحدةً،فَامْتَلَأَ قَبْرُهُ عَلَيْهِ نَارًا، فَلَمَّا ارْتَفَعَ عَنْهُ وَأَفَاقَ قَالَ: عَلَامَ جَلَدْتُمُونِي؟ فقِيلَ له: إنَّك صَلَّيْت صلاة واحدة بِغَيْرِ طَهُورٍ، وَمَرَرْت عَلَى مَظْلُومٍ فَلَمْ تَنْصُرْهُ))؛ أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (4/231)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2774).

فَهَذَا حَالُ مَنْ لَمْ يَنْصُرْ الْمَظْلُومَ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى نَصْرِهِ فَكَيْفَ حَالُ الظَّالِمِ؟
وروي أيضا انه جاء خياطٌ إلى سفيان الثوري فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان (وكان السلطان ظالمًا)، هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط..!! وجاء في الأثر: "إذا كان يوم القيامة قيل: أين الظلمة وأعوانهم؟  أو قال: وأشباههم  فيُجمعون في توابيت من نار ثم يقذف بهم في النار".

وقد قال غير واحد من السلف: "أعوان الظلمة من أعانهم، ولو أنهم لاق لهم دواة أو برى لهم قلماً، ومنهم من كان يقول: بل من يغسل ثيابهم من أعوانهم".

فيجب على كل مسلم الحذر والابتعاد عن الظلم، والدخول على الظَّلَمة ومخالطتهم ومساعدتهم ومداهنتهم؛ لئلا يحل به العذاب، بل يجب عليه أن يبغضهم ويعاديهم لله عز وجل، قال تعالى: ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود: 113].

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.


5

هذه بعض التغاريد التي كتبتها حول معتقلي الامارات من العلماء والدعات


شكرا لكل من يشاركنا محنتنا ويتضامن معنا وانتم من جلب لنا السعاد بجهودكم معنا #أهالي_معتقلي_الامارات‏

ان المعتقلين لم يخالفو قانونا أو خلقا أو دينا بل إنهم ساهمو وطلبو بارتقاء المجتمع المدني، وسيذكرهم التاريخ بأنهم رموز شريفه #معتقلي_الامارات‏
#احرار_الامارات‏ سوف يصعدون احتجاجهم في العشر الاواخر ذكر وعباده ودعاء وقيام مستغلين هذه الفرصة الربانية لتحقيق مطالبهم واطلاق معتقليهم

ان الامن لازال يفبرك التهم الذي سوف يلفقها ويفتريها علي المعتقلين وهم براء منها كبراءة الذئب من دم يوسف #معتقلي_الامارات‏

ان الامن لازال يفبرك التهم الذي سوف يلفقها ويفتريها علي المعتقلين وهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف #معتقلي_الإمارات‏ #خالد_الشيبة‏
كل من يعرف المعتقلين يشهد انهم من اشرف رجال الامارات حتي من يخالفهم في الراي يشهدلهم بذلك #معتقلي_الامارات‏

اللهم إني أسألك خير المسألة . يامن لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ولا يصفه الواصفون ..أسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ...

اللهم إنهم ضعفاء فقوهم مظلومين فانصرهم مبتلين فثبتهم اللهم احفظهم من بين أيديهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم

اللهم فرج عن جميع معتقلي المسلمين يا رب العالمين. اللهم خفف عنهم البلاء .اللهم اسعد أهليهم بعودتهم اليهم .يا رب العالمين #معتقلي_الإمارات‏
ربّي في هذه الساعة أجعل لكل مظلوم فرجاً ، ولكل مهموم راحة ، ولكل حزين سعادة ، ولكل داع إجابة ،ولكل مريض شفاء اللهم آمين

ان المعتقلين معتكفين في سجون الظلم ونحن سوف نعتكف في بيوت الله ونستغل العشر الاوخر طاعة وتقرب الي الله ان يعجل بفرجهم #معتقلي_الإمارات‏
الي المدافعون عن الظلم يا عابد الطغيان حسبك خسة ً علمــي بأنـــك عابد الطغيــان ِ فاترك كلام الله لا تعبــث به واغرف بيانك من فم الشيطان
ان تمسكنا بديننا وتعليم الناس القران وشعائر الاسلام ،هو ما نسمعه من بعض ابواق الامن انها تهمه وخيانة يريد ان نحاكم عليها #معتقلي_الامارات‏
#خالد_الشيبه‏ كان يغرس في من حوله مكارم الاخلاق وعندما نجلس معه ياسر قلبك بحبه

عندما تقرا سيرة #خالد‏-الشيبة تجدها ناصعه كريمة وكل المعتقلين لولا انهم بشر لقلنا ليس فيهم عيب قط #معتقلي_الامارات‏

ان الانتهاكات ضد المعتقلين ليس الاعتقالات التعسفية فقط وانما هناك انتهاكات أخرى خلال الاعوام السابقة #معتقلي _الامارات

رحم الله الشيخ زايد بنا حبه في قلوبنا وما يصيبنا اليوم من اعتقال يسئ الي الدوله الذي بنها #معتقلي_الامارات‏

اهلي وعشيرتي احبابي اهالي المعتقلين ان الدماء التي تجري في عروقنا تنبض بمعتقليكم ولن تهدا حتي خروجهم جميعا

الي المدافعون عن الظلم يا عابد الطغيان حسبك خسة ً علمــي بأنـــك عابد الطغيــان ِ فاترك كلام الله لا تعبــث به واغرف بيانك من فم الشيطان
مساجد الامارات تفتقد كوكبه من نجومها كانو رواد بيوت الله وكواكب تضئ لمن حولهم بسبب الاعتقال #معتقلي_الامارات‏ #الحرية_للشرفاء‏

عندما يسجن العالم لعلمه والدكتور لدرجته والمحامي لدفاعه والداعية لدعوته والمصلح لإصلاحه فبماذا يوصف سجانوهم #الحرية_للشرفاء‏

أيها الزاعمون انا احتكرنادعوة الحق وحدنا وانزوينا ما احتكرنا نضالنا بل دعونا فرفضتم أن تفهموا ما عنينا
#الحرية_للشرفاء‏"
إن أفضل طريقة للنيل من خصومك السياسيين والمعارضين لنظام حكمك أن تصورهم على أنهم مجرد ثلة من العملاء والخونة وهذا ما يقوم به امن الامارات.

قال حكيم من غباء الظلمة انه ما يعلم حجم ظلمه ألا عندما يصيبه العقاب في الدنيا قبل الأخرة #معتقلي_الامارات‏ #الحرية_للشرفاء‏

مساجد الامارات تفتقد كوكبه من نجومها كانو رواد بيوت الله وكواكب تضيئ لمن حولهم بسبب الاعتقال #معتقلي_الامارات‏ #الحرية_للشرفاء.‏

اللهم يا مجيب الدعاء يا عزيز يا الله, نسألك أن تسرع في الإفراج عن معتقلينا وجميع معتقلي المسلمين, وأن تُقر بهم عيون ذويهم وأحبتهم وأبناء شعبهم.

في سوريا ومصر وتونس كان يطلق علي اي معارض سياسي خونه وعملاء واليوم تطلق في الامارات ولم تعي الدرس

سجنا واعتقلنا بسب نصحنا وحبنا لبلدنا وهذا ما اخاف الفاسدين والحاقدين من ابناء جلدتنا رغم علمهم بسمو اهدافنا وعلو أخلاقنا #معتقلي_الإمارات‏

التمسك بالحق والابتلاء عليه والصبر على ذلك ثلاث إذا اجتمعت في إنسان فهو أقرب الناس إلى الله بل وبعينه ويرعاه

عندما اعتقل من اجل ديني وعقيدتي فهذا شرف عظيم لا يناله الا اشرف القوم واصدقهم #معتقلي_الإمارات‏
ا
للهم عجل بفرجهم واكتب الاجر وندافع عنهم نصرة للمظلوم  ونبتغي الاجر من الله