الأحد، 26 أغسطس 2012

نصائح تربوية تخص تربية الأبناء من الإستاذ التربوي أحمد الشيبة إلى زوجات المعتقلين.


سألت زوجة أحد المعتقلين عن أثر غياب زوجها على نفسية بنتها و التي هي في الخامسة من العمر ، و عن طريقة التعامل معها ، فوجدت جواب من الإستاذ التربوي أحمد الشيبة و كان جوابه كالتالي:

في البداية أود أن أقول لأهالي المعتقلين جميعاً إن الله قد اختصكم بهذا الابتلاء، و إنما يبتلى الشخص على قدر إيمانه، فإن صبركم طاعة و ثواب، ثم إن الابتلاءات هي فرص لتربية ذواتنا و أبنائنا، يمنحنا الله إياها و لها آثار عظيمة لمن أحسن استثمارها و فيما يخص أباء المعتقلين و بغض النظر عن طريقة الاعتقال و الاحتجاز فإننا يجب أن نراعي عدة مسائل 

 أولا: أن نراعي عمر الأبناء و المستوى العقلي في استيعاب الأمور.

 ثانياً: أن نحفظ مكانة الوطن و حبه في نفوس الأبناء.

ثالثاً: أن نستوعب الانفعال الذي يتسبب به فقدان الأب.

 رابعاً:أن يكون ذلك فرصة للتدريب على تدريب الإبن على ضبط الانفعالات.

أختي الكريمة ، ابنتك ذات الخمس سنوات لن تستوعب بعض القيم التي تحتاج إلى شرح كبير كالعدالة و الظلم و من الأفضل أن لا تذكر لها.لكن ستبقى لديها تساؤلات لا بد من الإجابة عليها مثلا: من الذي غيب أبي عني؟لماذا لا أستطيع رؤيته؟ لماذا لا أتصل به متى أشاء؟

 أختي الكريمة ، أذكري للطفلة أن أباها سوف يعود بإذن الله حالما ينتهي من مهمة ينجزها و يأتي، أذكري للطفلة أن أباها يحبها، ففي هذا السن يقلق الطفل من فقد الحب، و يظن أن فقدان أحد الوالدين معناه أنه لا يحبه و لذلك يكون عصبياً

 تتشابه حالة الأطفال حالة اليتيم الذي يحتاج إلى تعويض لوجود الوالد، فحاولي أن تجعليها تلتقي بأخوالها و أعمامها و تخرج معهم و لا تكبتي مشاعرها إن هي حاولت أن تعبر عنها بل ساعديها على التعبير عنها بشكل إيجابي. مثلاً: أنت تريدين رؤية أبوك؟ أنت تحبين أبوك؟


 لا بأس بأن تجعليها تقوم ببعض الأمور التي تفرغ طاقة العاطفة، كتقبيل صورته قبل نومها و جعلها بجانبها،أو تسجيل بعض الأناشيد له أو الرسم، و حين تغضب اسأليها: هل يمكن أن يكون تصرفك بشكل أفضل؟ هل تعتقدين أن والدك يحب هذا التصرف؟ دون تهديدها بأنك ستخبيرنه بتصرفاتها

بعض الأطفال يشعر بالذنب لفقده شخص ما ظاناً أنه السبب، أكدي لها أنها ليست مقصودة بذلك و أن هذا يخدث مع غيرها أيضاً من الأطفال، حاولي إشراك البنت في أنشطة تلهيها عن التفكير الطويل عن فقد والدها 

أخيراً.. من المهم أن تفهميها أختي بأن الغياب سنة من سنن الحياة. و لكن بما يتناسب و سنها، أي أنها حين تذهب للمدرسة تغيب لفترة عنكم.. و حين يذهب والدها للعمل يغيب فترة عنكم، و المسافر يغيب.. و هكذا و أن الغياب ليس له علاقة بالشخص و إنما هو للجميع
مصدر الموضوعhttp://tl.gd/j1ou82

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق