الخميس، 30 أغسطس 2012

التحذير من الظلم والظالمين في السنة النبوية


:
لا شك أن من سلم مِن ظُلـمِ غيره وسلـم الناسُ مِن ظلمه فقد عـوفي وعوفي الناس منه ، ومن أعظم الظلم إعطاء حق الخالق للمخلوق ، والخيبة كل الخيبة من لقي الله تعالى وهو به مشرك فإن الله تعالى يقول : إن الشرك لظلم عظيم ، وكان بعض السلف يدعـو اللهـم سلمني وسلم مني .
ولذلك جاءت أحاديث كثير في الترهيب من الظلم وأن عاقبته وخيمة في العاجل والآجل وأن دعوة المظلوم مستجابة ليس بينها وبين الله حجاب.
1 -
فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن :" إنك ستأتي قوماً أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " ( ).
2 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماوات ويقول الرب تبارك وتعالى وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" ( ).
3-
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا ترد دعوة المظلوم وإن كان فاجرا فجوره على نفسه " ( ).
4 -
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب " ( ).
5 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا دعوات المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار " ( ).
6 -
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم ودعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" ( ).
7 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ثلاث دعـوات مستجابات لا شك فيهن دعـوة الوالد ودعـوة المسافر ودعوة المظلوم " ( ).
8 -
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " من ضرب سوطاً ظلماً اقتص منه يوم القيامة " ( ).
9 -
وعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين " ( ).
10 -
وعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه أن أروى خاصمته في بعض داره فقال دعوها وإياها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أخذ شبراً من الأرض بغير حقه طوقه في سبع أرضين يوم القيامة اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واجعل قبرها في دارها قال فرأيتها عمياء تلتمس الجدر تقول أصابتني دعوة سعيد بن زيد فبينما هي تمشي في الدار مرت على بئر في الدار فوقعت فيها فكانت قبرها " ( ).
11 -
وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل مولى له يدعي هنياً على الحمى فقال يا هني اضمم جناحك عن الناس واتق دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم مستجابة وأدخل رب الصريمة ورب الغنيمة وإياي ونعم بن عوف ونعم بن عفان فإنهما أن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى نخل وزرع وان رب الصريمة ورب الغنيمة أن تهلك ماشيته يأتني ببنيه فيقول يا أمير المؤمنين يا أمير المؤمنين أفتاركهم أنا لا أبا لك فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والورق وأيم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم إنها لبلادهم ومياههم قاتلوا عليها في الجاهلية واسلموا عليها في الإسلام والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبراً ( ).
12 -
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل يملى للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد " ( ).
13 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " ( ).
14 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لتؤدن الحقـوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء " ( ).
15 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأهل الجنة هم الضعفاء المظلومون ألا أنبئكم بأهل النار كل شديد جعظري هم الذين لا يألمون رؤوسهم " ( ).
16 -
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال :" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " ( ).
17 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الظلم ظلمات يوم القيامة " ( ).
18 -
وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر من العجم فقال اسمعوا هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض " ( ).
19 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار " ( ).
20 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه " ( ).
21 -
وعن أبي عثمان النهدي رحمه الله عن سلمان الفارسي وسعد بن مالك وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود حتى عد ستة أو سبعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم قالوا : " إن الرجل لترفع له يوم القيامة صحيفته حتى يرى أنه ناج فما تزال مظالم بني آدم تتبعه حتى ما يبقى له حسنة ويحمل عليه من سيئاتهم " ( ).
22 -
وعن أبي عثمان النهدي رحمه الله عن ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حفظت منهم ابن مسعود وحذيفة وسلمان رضي الله عنهم قالوا : " يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات أمثال الجـبال الرواسي فما يزال الرجل يطلبـه بمظلمـة ويأخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة وحتى يرجع إليه من سيئاته " ( ).
23 -
وعن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات ما يظن أن ينجو بها فلا يزال يقوم رجل قد ظلمه مظلمة فيؤخذ من حسناته فيعطى المظلوم حتى لا تبقى له حسنة ثم يجيء من قد ظلمه ولم يبق من حسناته شيء فيؤخذ من سيئات المظلوم فتوضع على سيئاته " ( ).
24 -
وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ضرب مملوكه ظالماً أقيد منه يوم القيامة " ( ).
25 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب بسوط ظلماً اقتص منه يوم القيامة " ( ).
26 -
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ( ).
27 -
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الظلم ثلاثة فظلم لا يتركه الله وظلم يغفر وظلم لا يغفر فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك لا يغفره الله وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد فـيما بينه وبين ربه وأما الظلـم الذي لا يتركه فيقـص اللـه بعضهم من بعض " ( ).
28 -
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالما أو مظلوماً فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره " ( ).
29 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم " ( ).
30 -
وعن عياض بن حمار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إثم المستبان ما قالا على البادئ ما لم يعتد المظلوم والمستبان شيطانان يتكاذبان ويتهاتران " ( ).
31 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أعان على خصومة بظلم أو يعين على ظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع " ( ).
32 -
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم :" من أعان ظالماً ليدحـض بباطله حقاً فقـد برئ من ذمـة الله وذمة رسوله" ( ).
33 -
وعن عدة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم دنية رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة " ( ).
34 -
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لا يظلم نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " ( ) .
35 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل : " ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة " ( ) .
36 -
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهـم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة فو الذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده لأحـدهم أهـدى بمنزله في الجـنة منه بمنزله كان في الدنيا " ( ) .
37 -
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على بن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل "( ) .
38 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين " ( ) .
39 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم ثم تقنع بردائه وهو على الرحل " ( ) .
40 -
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :" مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على مجلس من الأنصار فقال :" إن أبيتم إلا أن تجلسوا فاهدوا السبيل وردوا السلام وأعينوا المظلوم" ( ) .
41 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مطل الغني ظلم فإذا أتبع أحدكم على ملي فليتبع " ( ) .
42 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة " ( ) .
43 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا كعب بن عجرة أعيذك بالله من إمارة السفهاء قال وما ذاك يا رسول الله قال أمراء سيكونون من بعدي من دخل عليهم فصدقهم بحديثهم وأعانهم على ظلمهم فليسوا مني ولست منهم ولم يردوا على الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بحديثهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وأولئك يردون علي الحوض يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار يا كعب بن عجرة لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سحت النار أولى به يا كعب بن عجرة الناس غاديان فغاد بائع نفسه وموبق رقبته وغاد مبتاع نفسه ومعتق رقبته " ( ) .
44 -
وعن أبي هريرة وجابر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والظلم فان الظلم ظلمات عند الله يوم القيامة وإياكم والفحش فان الله لا يحب الفحش والتفحش وإياكم والشح فإنه دعا من قبلكم فاستحلوا محارمهم وسفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم " ( ) .
45 -
وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا وإياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش قال فقام إليه رجل فقال يا رسول الله أي المسلمين أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده قال فقام هو أو آخر فقال يا رسول الله أي الجهاد أفضل قال من عقر جواده واهريق دمه قال أبي وقال يزيد بن هارون في حديثه ثم ناداه هذا أو غيره فقال يا رسول الله أي الهجرة أفضل قال أن تهجر ما كره ربك وهما هجرتان هجرة للبادي وهجرة للحاضر فأما هجرة البادي فيطيع إذا أمر ويجيب إذا دعي وأما هجرة الحاضر فهي أشدهما بلية وأعظمهما أجراً "( ) .
46 -
وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه قال : " ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزاً ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثاً فاحفظوه قال إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقاً فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيته فوزرهما سواء " ( ) .
47 -
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إن ناساً من المصدقين يأتوننا فيظلموننا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أرضوا مصدقيكم قال جرير ما صدر عني مصدق منذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو عني راض" ( ) .
48 -
وعن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال : خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حاجاً فكان الناس يأتونه فمن قال يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف أو قدمت شيئاً أو أخرت شيئاً فكان يقول لا حرج لا حرج إلا على رجل اقترض عرض رجل مسلم وهو ظالم فذلك الذي حرج وهلك " ( ) .
49 -
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون مم أضحك قال قلنا الله ورسوله أعلم قال من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرني من الظلم قال يقول بلى قال فيقول فأني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني قال فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً وبالكرام الكاتبين شهوداً قال فيختم على فيه فيقال لأركانه انطقي قال فتنطق بأعماله قال ثم يخلى بينه وبين الكلام قال فيقول بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل " ( ) . 50 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال : " قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " ( ) .
51 -
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال : " اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي"( ) .
52 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم " ( ) .
53 -
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً " ( ) .
54 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة البحر قال: ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة قال فتية منهم بلى يا رسول الله بينا نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها فلما ارتفعت التفتت إليه فقالت سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون فسوف تعلم كيـف أمري وأمرك عنده غدا قال يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صدقت صدقت كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم " ( ) .
55 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور " ( ) .
56 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل، وفي روية جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط " ( ) .
57 -
وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يلبث الجور بعدي الا قليلاً حتى يطلع فكلما طلع من الجور شيء ذهب من العدل مثله حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره ثم يأتي الله تبارك وتعالى بالعدل فكلما جاء من العدل شيء ذهب من الجور مثله حتى يولد في العدل من لا يعرف غيره " ( ) .
المطلب الثالث : الآثار الواردة عن السلف في التحذير من الظلم والجور
1 -
وعن عبد الله رضي الله عنه قال: " لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أينا لم يظلم فأنزل الله إن الشرك لظلم عظيم" ( ).
2 -
وعن محارب رضي الله عنه أنه قال:" أظلم الناس من ظلم لغيره" ( ) .
3 -
وعن جرير قال : قال لي سلمان رضي الله عنهما :" أتدري ما الظلمات يوم القيامة هو ظلم الناس بينهم في الدنيا" ( ) .
4 -
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال :
أما والله إن الظلم شؤم ** وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي ** وعند الله تجتمع الخصوم
تنام ولم تنم عنك المنايا ** تنبه للمنية يا نؤوم
لأمر ما تصرمت الليالي ** لأمر ما تحرمت النجوم " ( ) .
5 -
وعن ابن عباس رضي الله عـنه قال : أوحى الله إلى داود قل للظلمة : " لا يذكروني فانه حـق علي أن أذكر من ذكـرني وإن ذكري إياهم أن ألعنهم " ( ) .
6 -
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "إنما أهلك من كان قبلكم أنهم منعوا الحق حتى اشتري وبسطوا الجور حتى افتدي " ( ) .
7 -
وعن أبي قلابة أن ناساً من أهل الكوفة أتوا أبا الدرداء رضي الله عنه فقالوا : إن إخواناً من أهل الكوفة يقرؤنك السلام ويأمرونك أن توصيهم قال : فأقرؤوهم السلام ومروهم فليعطوا القرآن خزائمه فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة " ( ) .
8 -
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : " أعطوا القرآن خزائمه يأخذ بكم القصد والسهولة ويجنبكم الجور والحزونة " ( ) .
9 -
وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه كتب إلى عامل له فقال : " إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فاذكر قدرة الله عليك " ( ) .
10 -
و عن سعيد بن المسيب رحمه الله أنه قال : " لاتملؤوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لكيلا تحبط أعمالكم " ( ) .
11 -
وعن طاووس أنه دخل على هشام بن عبد الملك رحمهما الله فقال له : " اتق الله وأحذر يوم الأذان فقال وما يوم الأذان فقال قوله تعالى : فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين فصعق هشام فقال طاووس : هذا ذل الوصف فكيف ذل المعاينة " ( ) .
12 -
وعن سليمان بن عبد الملك رحمه الله أنه دخل عليه فقال اذكر يا أمير المؤمنين يوم الأذان فقال:وما يوم الأذان قال اليوم الذي قال الله تعالى فيه : فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين فبكى سليمان وأزال ظلامته" ( )
13 –
وعن حفص بن عتاب رحمه الله أنه لقيه الرشيد فأقبل عليه يسائله فقال في أثناء ذلك :
نامَتْ عيونُك والمظلومُ مُنْتَبِهٌ ** يدعُو عليْك وعَينُ الله لم تَنَمِ ( ) .
14 -
وعن سعيد بن أبي بردة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب كتاباً إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : " أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فأفهم إذا أدلى إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له آس بين الناس في مجلسك ووجهك وعدلك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا يخاف ضعيف جورك البينة على من ادعى واليمين على من أنكر الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراماً أو حرم حلالاً لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق فإن الحق قديم وإن الحق لا يبطله شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما يبلغك في القرآن والسنة اعرف الأمثال والأشباه ثم قس الأمور عند ذلك فاعمد إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق فيما ترى واجعل للمدعي أمدا ينتهي إليه فإن أحضر بينة وإلا وجهت عليه القضاء فإن ذلك أجلى للعمى وأبلغ في العذر المسلمون عدول بينهم بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد أو مجربا في شهادة زور أو ظنينا في ولاء أو قرابة فإن الله تولى منكم السرائر ودرأ عنكم بالبينات ثم إياك والضجر والقلق والتأذي بالناس والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر ويحسن بها الذكر فإنه من يخلص نيته فيما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شانه الله " ( ) .
15 –
وعن كعب أنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما : " ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء فقال عمر : إلا من حاسب نفسه فقال كعب : والذي نفسي بيده إنها لكذلك إلا من حاسب نفسه " ( ) .
16
ــــ وعن مجاهد رحمه الله : أنه قال " المعلـم إذا لم يعـدل بين الصبيان كتب من الظلمة " ( ) . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق