الخميس، 23 أغسطس 2012

لأمن الإماراتي.. هل يتجه لممارسة البلطجة على الشعب وأحراره..؟!


ا

تصنيف الخبر:
تاريخ النشر:2012/08/22 - 09:33 PM
المصدر:د.سعيد السويدي
يسير الإعلام الإماراتي في اتجاه واحد يحركه جهاز الأمن لخدمة حملاته الإرهابية ضد الأحرار في الإمارات، ويظهر ذلك جلياً في السب والشتم اليومي الذي لايليق بصحف عريقة وكتاب يسبق أسماء بعضهم حرف الدال، لا تسأل عن شرف المهنة الصحفية ولا الضمير الحي ففي الأسطر القليلة القادمة سوف أقتطف لك مقاطع لبعض ما كتبه ثلة من المأجورين من كتاب الأمن والمتعاونين معه لأعرض للقارئ حجم المؤامرة على دعاة الإصلاح وحقيقة الإعلام الإماراتي المنحاز تماماً لجهاز الأمن، وبالمقابل فإنه من المستحيلات السبع أن تجد فرصة واحدة لأصحاب الرأي والإصلاحيين لتبيان مواقفهم والدفاع عن آرائهم.
1-كتب محمد عيسى في جريدة الاتحاد بتاريخ 17/7/2012 يصف دعاة الإصلاح الذين تم اعتقالهم بتهم باطلة لم يقل القضاء رأيه فيها بعد :(جماعة مرتزقة وشبكة خائبة) ويقول): وعندما تجرأ شرذمة حاقدة حاسدة للتفكير بالنيل من منجزاتنا ولحمتنا فإنها أخطأت العنوان وضلت ضلالاً كبيراً وساء مصيرها فكانت من الخائبين عندما حدثها ضميرها الحاقد البغيض العبث بأمن الوطن). هل هذا الإسفاف في السب يصدر عن صحفي يحترم نفسه ويحترم القضاء الذي لم يقل كلمته بعد، أليس هذا نفس أمني يتهم ويصدر الحكم ثم يبرره، ألم يعلم أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته!.
2-أما مهرة المهيري فتقول في مقالها المنشور في 29/7/2012 بجريدة الاتحاد أيضاً :(أحاول أن أجد كلمات تصف الغصة التي أشعر بها فلا أجد فكل المفردات يبدو أنها تستحي أن تصف ما جرى من سقوط أقنعة الخونة) وتقول:(لكن تأبى القلوب السوداء إلا أن يكون فعلها أسود مثلها وتأبى النفوس التي تشبعت بنسج المؤامرات والمكائد إلا أن يكون نتاجها منتناً مظلماً يكره نور الشمس وتكرهه وتأنف منه أخلاق الكرام وأصحاب الضمائر الحية). نقول لمهرة: هذا السب وردة الفعل غير الطبيعية لخبر اعتقال أحرار الإمارات لا يسغ لك كصحفية أن تسفي في ألفاظك وحكمك وكأنك تعرفين القضية منذ زمن بعيد، ثم إن قلبك ملئ بألفاظ السب فلم تشتكين من قلة المرادفات، لعلي أدلك على معاجم المعاني وكتب الهجاء لعلها تسعفك.
3- أما سالم حميد في مقالاته المتعددة في جريدة الاتحاد الإماراتية فيتعجب من منظمات حقوق الإنسان التي جاءت بلباس الدفاع عن حقوق الإنسان لتطالب بالإفراج عن بعض الخونة لبلدهم ويقول:(إن تلك الجماعات المرتزقة المرتبطة بالخارج) ويقول:(وهذه الشرذمة سوف تنال عقابها) ويقول ):ربما أفزع الكثير ممن يدعون الإسلام كشف الأمن الإماراتي لعدد من الأشخاص خططوا للقيام بعمليات تضر الأمن وتهدد السلم الذي يعيش فيه هذا البلد). هل هذا أسلوب كاتب صحفي أم أسلوب أمني متأكد من الجريمة ولا يحتاج الانتظار ليقول القضاء رأيه. يبدو أنك يا أستاذ سالم من جهاز الأمن ولا يخفى على أحد أنك تقول ما سيحكم به القضاء في المستقبل. طبعاً هذا ليس من الاطلاع على الغيب ولكن الاتهامات والأحكام معدة مسبقاً.
ويواصل بعض الكتاب والصحفيون افتراءاتهم لتعزيز حملة جهاز الأمن على دعاة الإصلاح بالإمارات، فقد كتب عبدالله بن بجاد وهو كاتب سعودي مقيم في الإمارات، كتب في جريدة الاتحاد بتاريخ 23/7/2012 مقالاً بعنوان (الجهل بجماعة الإخوان) يشبه فيه الإخوان المسلمين والرئيس المنتخب محمد مرسي بهتلر وحزبه وهو بذلك يشير إلى دعاة الإصلاح بالإمارات فيقول :(جاءت صناديق الاقتراع بأدولف هتلر وحزبه إلى السلطة ولكنه عبر استغلاله شعارات القومية والوطنية النازية التي كانت رائجة حينذاك واستطاع إخماد أصوات خصومه ثم بعد تمكنه من مقاليد السلطة ألغاهم وقضى عليهم جميعاً) ويقول :(جرّت الأحزاب المؤدلجة كثيراً من المصائب على بلدانها من نازية هتلر لفاشية موسيليني لشيوعية لينين وستالين وماوتسي وقد كان حسن البنا معجباً بهم). ماذا تريد أن تقنع الناس به يا بن بجاد عندما تحشد جميع الشياطين والدكتاتوريات لتشببها بالإخوان ودعاة الإصلاح، أليس هذا غيض في قلبك على التيار الإسلامي؟ طبعاً نسيت أن تشبههم باليهود، ولكن لا تحزن فزميلك أبو الريش قد استدرك عليك هذا النسيان غير المقصود، فقد قال في عموده اليومي بجريدة الاتحاد بعنوان (ممثلوا دور الضحية) ويقصد بذلك الإخوان المسلمين ودعاة الإصلاح:(الجماعات بحق استفادت استفادة كبيرة من الفلسفة الصهيونية التي منذ أكثر من ستين عاماً ولاتزال تلطم الخدود وتضرب الصدور بسبب مذابح هوليكست) أين وجه الشبه يا أستاذ أبو الريش أم أنك تهرف بما لاتعرف؟ عيب عليك لأنك تعلم أن حماس وهم من جماعة الإخوان المسلمين مع جماعات إسلامية أخرى هم الوحيدون الذين وقفوا في وجه اليهود وتصدوا لأكاذيبهم وضحوا بكل ما يملكون في زمن خذلان القضية.
هكذا يحلق هؤلاء الكتاب وآخرون في خيالهم لتعظيم التهمة لدعاة الإصلاح في الإمارات قبل أن تنطق المحكمة بأي حكم، وذلك قطعاً تمهيد للأحكام المعلبة من جهاز الأمن والممررة على القضاء ظلماً وزورا.
لكني أقول لهؤلاء الكتاب وأمثالهم إن دعاة الإصلاح موجودون على أرض الدولة قبل أربعين سنة ولهم إنجازاتهم العظيمة على مر هذه السنين، كما أنهم لم يذكر عنهم أبداً أنهم رفعوا أيديهم ظلماً في وجه أحد بل أيديهم بيضاء تحنو على آلاف الأيتام في الدولة وخارجها، وتكفل آلاف الأسر المحتاجة وتبني المساجد وتدعو إلى الله، فأسلم خلق كثير على أيديهم بفضل الله، وهم كمواطنين إماراتيين تصدروا لنشر القيم والأخلاق عبر مؤسساتهم وبرامجهم، وهم أول من أسس مؤسسات خيرية بالدولة وأول من بدأ قيام العشر الأواخر من رمضان في مساجد الدولة وأول من بدأ معارض الكتب وغيرها كثير، ولو أنكم لفقتم هذه التهم وافتريتم عليهم فلن تستطيعوا أن تثبتوا على دعاة الإصلاح أي عدوان على الوطن، بل إن المجتمع يعرفهم أساتذة جامعات خرجوا أجيالاً كثيرة قبل أن يوقفهم جهاز الأمن عن العمل، ومعلمون نشأوا لبنات صالحة في المجتمع، وأطباء يشهد لهم المجتمع بالكفاءة، وخطباء ومدربون في شتى صنوف العلم وفنون الإدارة.
ومن لم يقتنع بهذا الكلام أو لديه زيغ في ذلك أتيحوا لهم فرصة واحدة في الإعلام المسيطر عليه من قبل جهاز الأمن لمناظرة عامة وسترون قيمة هؤلاء لدى شعب الإمارات.
إن المجتمع لم يتهم دعوة الإصلاح يوماً بالخيانة، وإن المعتدي الحقيقي على وطنه وأمته هو الذي يقمع المواطنين وينتهك حرمات بيوتهم ويفتشها بالساعات إلى الفجر، إن المعتدي هو من يعتقل الأحرار في شهر رمضان المبارك إمعاناً في الاستهتار بمشاعر الناس.
عشرون سنة ودعاة الإصلاح يطاردون في أرزاقهم وحياتهم الخاصة ومستقبلهم فلم يثيروا أي ضجة ولكنهم صبروا واحتسبوا ذلك رغبة بما عند الله تعالى من أجر وحباً في وطنهم ومجتمعهم وسيبقون بناة للوطن.
د.سعيد السويدي
كاتب وباحث إماراتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق