الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

أليس فيكم رجل رشيد ؟


أليس فيكم رجل رشيد ؟


بقلم سعيد محمد

أيتها الإمارات الحبيبة .. أيتها اللوحة الجميلة المسالمة الآمنة .. ما الذي شوه جمالك ؟
كان الناس يعيشون على أرضك في وئام وانسجام .. يقدر فيك أهل الخير ويعرف لهم فضلهم وحرصهم على الإصلاح والتغيير .. تابعهم الناس وهم يبنون الوطن .. ويعلون من شأنه جنبا إلى جنب مع القيادة الرشيدة .. الجميع يعرفهم ويشهد لهم بالنزاهة والصدق والوطنية . 
واليوم يتهمون بالخيانة العظمى .. ويجردون من كل فضل وقدر وكرامة .. بل أصبح الجميع يتهكم عليهم وينعتهم بأفظع الأوصاف وأقبحها .. ما السبب يا ترى ؟
كانوا يسيرون بين الناس ويخالطونهم ويعملون معه .. ولم يشهد أحد عليهم بسوء ..بل نالوا من الإعجاب بشخصياتهم والإشادة بتميزهم الشيء الكثير .. وفجأة يعلن عن تهمة كبيرة وجريمة عظيمة وتلصق بهؤلاء المصلحين دون  أي اعتبار لفضلهم ومكانتهم بين الناس .. 
وهل يكفي الإعلان عن التهمة لنصدقها ؟ لم لا تعرضون علينا  أدلتكم المنطقية ؟  لم لا تحترمون عقولنا ومشاعرنا ؟ لم لا تخرجون علينا في وسائل الإعلام  وتقارعون الحجة بالحجة ؟
إن هذا والله لا يدل إلا على ضعف حجتكم بل بطلانها وسخافتها .. وأنها غير قادرة على تجريد هؤلاء المصلحين من تاريخهم المشرف وعطائهم الوطني .. 
واليوم نسمع عن انتهاكات أكبر وظلم أفظع .. وتطاول عل القانون والدستور بتعذيب هؤلاء المعتقلين وتعريضهم للإهانة والإساءة النفسية والجسدية ..  
حتى لو نفيتم ذلك لن نصدقكم .. فلا مبرر لدينا لحرمانهم من رؤية أهلهم ومحاميهم إلا أنكم لا تريدوننا أن نطلع على المعاملة السيئة التي يتعرضون لها .. 
ماذا تتوقعون من أم المعتقل وأبنائه وزوجته وأفراد أسرته ؟ أن يصفقوا لكم لأنكم حرمتموهم من أبنائهم وحرقتم قلوبهم ثم تبالغون في الإساءة والتعذيب ؟
ما أعجب هذه الحياة الإنسانية القائمة على النواميس والقوانين السياسية المستبدة .. فالسماء نفسها لن  تتغير ، والأرض هي الأرض لن تتبدل والجبال هي الجبال لن تتهشم .. إلا أن يقضي الله تعالى بقيام الساعة  .. فلم الظلم والاستبداد ولم التعذيب والتنكيل .. وإن للساعة يوما وزمانا .. وكلنا بين يدي الرحمن مساءلون ..
أليس فيكم ذرة من إيمان تردعكم عن غيكم ؟ وتردكم إلى الحق ؟
أليس فيكم رجل رشيد ينهاكم عن تعديكم وظلمكم ؟
ألا تخافون يوما تقابلون فيه العزيز المنتقم الجبار العادل الذي لا تضيع عنده الحقوق ؟ 
صدقوني وأنا لكم ناصح .. إنكم تهدفون من وراء أفعالكم إلى إسكات الأصوات المطالبة بالإصلاح .. والسكوت عن حقوق المعتقلين ولكنكم في الحقيقة توسعون دائرة خصومكم .. بل وتشحنون القلوب ضدكم ..
لقد صنعتم في بيت كل معتقل بركانا ثائرا يوشك أن ينفجر .. وقنبلة موقوتة تنتظر لحظة الدمار .. لقد حرقتم أعصابهم وخطفتم سعادتهم وحولتم حياتهم إلى جحيم مستمر فلا تلوموا أنفسكم إن بادروا بعمل لا يرضيكم .. وإن ثاروا في وجوهكم بكل ما أوتوا من قوة ..
فاتقوا الحليم إذا غضب .. ولا تراهنوا على خوفهم منكم .. فهذا لن يقوى على مقاومة طوفان حبهم لأبيهم وأخيهم وابنهم ..
إن ما يحدث اليوم لهو استفزاز كبير لكل صاحب مروءة ونخوة وفطرة سليمة .. وأصحاب المبادئ يدافعون عن مبادئهم مهما كلفهم الأمر .. فلا تلهبوا غضبهم .. وترفقوا بقلوبهم واحترموا مشاعرهم الإنسانية الطبيعية ..  
اتهمتموهم بالخيانة وتاريخهم يشهد بعكس ذلك .. ونقول لكم إن الخائن هو الذي يضرب بقانون الوطن ودستوره عرض الحائط  .. ويسعى في المجتمع بالفساد والخراب .. ويطعن في الشرفاء بغير دليل ولا حجة ..  ويعرض أمن الوطن واستقراره للخطر .. ويفتت النسيج الاجتماعي ويثير النعرات ويشعل الأحقاد بين الناس ..
إن من جاء دخيلا على بلادنا وسعى إلى إيقاد الفتنة فيها إنما هم بقايا شرذمة يكيدون للإسلام كيدا .. لفظتهم أوطانهم بعد أن دمروها وحولوها إلى خراب .. وأنتم اليوم تستعينون بهم لتدمير وطنكم والتعدي على أحراره ..
هل يرضيكم  قول  الوزير الإسرائيلي موشيه يعلون للإذاعة العبرية : ما تقوم به دولة الإمارات ضد الإسلاميين هو النموذج الذي يتوجب على الأنظمة العربية اتباعه .. 
إنه والله العار الذي وصمتم أنفسكم به .. وسيشهد التاريخ بأنكم كنتم يوما سببا في الفتنة والخلاف
إن أحرار الإمارات نموذج  لمن يعمل دون أي طمع في دنيا أو مصلحة .. إنما يبتغي بعمله وجه  الله تعالى ورفعة الوطن وإعلاء شأنه .. وإصلاح المجتمع وتوجيه النصح لمن يحتاجه حتى يسود الخير والوئام  ..
أليس فيهم الشيخ الوقور والمدرب المبدع والخطيب المفوه ؟ أليس فيهم الخبير والمربي ؟ أليس فيهم أصحاب العقول والشهادات ؟ أليس فيهم من نال التكريم والأوسمة من أصحاب السمو الشيوخ ؟ أليست الحقائق واضحة والبينة قائمة بصور وشهادات وتقدير في النفوس ؟ فلم التشويه والتلفيق والكذب ؟ولم توجه الاتهامات بحجج واهية ودخيلة ومعلبة ؟ 
لم تكن مطالبهم إلا الإصلاح .. هديهم القرآن عملوا بمبادئه وسعوا لنشرها بين الناس قولا وعملا .. فقد كانوا  يعملون  في المجتمع بشعور المؤمن المتوثب للخير .. ينسون أنفسهم وحظوظهم ويقدمون المصلحة العامة وخير الوطن .. وما أجملها من حياة عندما يتحرك الشرفاء لرفعة الوطن ويبادلهم الناس المشاعر ويلتف الجميع حول الإسلام  وينال صاحب الفضل التقدير والإجلال .. لا الاعتقال والقهر والتسلط ..
ما الذي تغير ؟ إذا كان الشعب هو الشعب .. والحكام هم الحكام .. فقد اشتعل الموقف أكثر من ذي قبل حتى أصبح الناس اليوم على فوهة بركان يوشط أن ينفجر في اي لحظة .. أصبح الناس كالمدافع الموقدة بالذخيرة تنتظر اشتعال الفتيل .. وقد تشتعل من لهيب الظلم وحرقة القهر والاستبداد والخوف على الأعراض والنساء والحرمات .. 
إن حبنا لوطننا وإخلاصنا لقيادتنا وحرصنا على العدل والكرامة لأهلنا وأبناء وطننا هو دافعنا لمواجهة حملات الظلم والاعتقال والتخوين .. إن ما تفعلونه جريمة كبرى ستلومكم عليها الأجيال القادمة .. فاتقوا الله وأعيدوا الحق لأصحابه .. وأرجعوا للمجتمع انسجامه واستقراره .. وإلا فانتظروا أن يحل عليكم عذاب من الله تعالى لأنه سبحانه يمهل ولا يهمل .. وتذكروا أن العاقبة للمتقين .. وأن النهاية دائما تكون لأهل الحق والدين .. وأن الظالم مهما طال به الزمن فالقصاص ينتظره .. فانتظروا إنا منتظرون ..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق